للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوهم حكمًا فلا يعارض مذهب بمذهب.

قوله: (والجازم إِما (١) غير مطابق، وهو: الجهل المركب، أو مطابق).

ش: فلما بين أقسام المتردد شرع هنا في أقسام الجازم، فذكر أن الحكم الجازم: إما أن يكون مطابقًا للواقع (٢)، [وإما ألا يكون مطابقًا للواقع] (٣).

ومعنى الجازم: هو: الذي لا يحتمل النقيض عند الحاكم سواء احتمله في نفس الأمر، أو لا (٤).

قوله: (والجازم: إِما غير مطابق وهو: الجهل المركب) أي: إذا جزم العقل بالحكم على شيء، وقطع بذلك الحكم من غير تردد فيه، وكان ذلك الحكم المجزوم به مخالفًا لما في نفس الأمر، فذلك الحكم هو المسمى عندهم بالجهل المركب، ويقال له أيضًا: الاعتقاد الفاسد.

مثال ذلك: اعتقاد أرباب البدع والأهواء، فإنهم جهلوا الحق في نفس الأمر، وجهلوا (٥) أنهم جهلوه؛ لأنهم إذا قيل لهم: هل أنتم جاهلون أو عالمون؟ قالوا: نحن عالمون لا جاهلون، فاجتمع لهم جهلان (٦)؛ ولأجل هذا سمي بالجهل المركب؛ لأن جهلهم تركب من جهلين.


(١) "إما" ساقطة من ط.
(٢) في ز: "للواقع أو لا".
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(٤) في ز: "أم لا".
(٥) في ط: "وجعلوا".
(٦) نقل المؤلف هذا المثال بالمعنى من شرح التنقيح للمسطاسي ص ٢٢.