للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجزئيات ثم تؤديها للملك فيحكم عليها ويقول: كل ما كان كذا فهو كذا.

وعلى القول الآخر بأن الحواس كالطاقات (١): فإن العقل هو الذي يدرك تلك الأمور، فإن العقل على هذا كالأمير في بيت له خمس طاقات قبالة كل طاقة مشاهدة ليست قبالة الأخرى.

ودليل القول بأن الحواس هي التي تدرك الأمور وتؤديها للعقل: [أن البهائم لا عقل لها، ومع ذلك تدرك الأمور بحواسها، فدل ذلك على أن الحواس مستقلة بالإدراك] (٢) دون العقل.

ودليل القول بأن العقل هو الذي يدرك وأن (٣) الحواس بمنزلة الطاقات: أن الإنسان إذا نام وفتحت (٤) عيناه فلا يدرك شيئًا حتى يستيقظ فيأتي شيء للبصر ولجميع الحواس، فحينئذ يحصل الإدراك (٥) وبالله التوفيق (٦).

...


(١) في ط: "كالطاقة".
(٢) ما بين المعقوفتين ورد في ز بلفظ: "أن البهائم وهي تدرك بحواسها تبصر وتسمع وتشم وتذوق ويحصل لها اللمس ولا عقل لها".
(٣) "وأن" ساقطة من ط، وفي الأصل: "دون" والمثبت من ز.
(٤) في ز: "وفتح عينيه"، وفي ط: "فتح عيناه".
(٥) نقل المؤلف بالمعنى انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٦٧، وشرح التنقيح للمسطاسي ص ٢٥.
(٦) في ز: "وبالله التوفيق بمنه".