للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه السلام، ثم حملة القرآن، فهي حادثة؛ لأن كلام الحادث حادث (١) وأما المعنى القائم بالنفس فهو قديم؛ لأنه (٢) صفة القديم جل وعلا.

فتبين بما قررناه أن كلام الله تعالى يقال على الشيئين وهما: الدليل، ومدلوله:

أحدهما: قديم وهو المدلول.

والآخر: حادث وهو الدال.

واختلف الأصوليون في إطلاق كلام الله تعالى (٣) على هذين الأمرين، هل هو حقيقة فيهما؟ فيكون (٤) اللفظ مشتركًا لوروده فيهما والأصل الحقيقة،


(١) يفهم من كلام المؤلف السابق أن تكلم جبريل عليه السلام بالقرآن وتكلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحملة القرآن من بعده أي تلاوته: أن هذا لا يطلق عليه كلام الله، وهو غير صحيح، بل الصواب: أن ما في المصحف كلام الله ولو لم يكن كلام الله لما حرم على الجنب مسه، وكذلك ما يقرؤه القارئ فهو كلام الله؛ لأنه لو لم يكن كذلك لما حرم على الجنب المحدث قراءته، بل كلام الله محفوظ في الصدور، مقروء بالألسن مكتوب في المصاحف، وهو في هذه المواضع حقيقة، ولا يجوز أن يقال: ليس في المصحف كلام الله، ولا ما قرأ القارئ كلام الله، ولا يجوز أن يقال: هو عبارة عن كلام الله، أو حكاية كلام الله، والآيات القرآنيات هي: كلام الله حقيقة وليست صفات المخلوقات، وفرق بين القراءة التي هي فعل القارئ والمقروء الذي هو قول الباري.
انظر تفصيل هذا في: شرح الطحاوية ص ١٢٤، ١٢٥.
(٢) في ز: "لأن"
(٣) "تعالى" لم ترد في ط، وفي ز: "تبارك وتعالى".
(٤) "فيكون" ساقطة من ط.