للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقل أدرك أن الله تعالى (١) حكم (٢) بتحريم المفاسد، وإيجاب المصالح وليس العقل هو الموجب والمحرم، بل الموجب والمحرم هو الله تعالى وذلك عندهم يجب له لذاته لكونه حكيمًا، كما يجب له لذاته لكونه (٣) عليمًا (٤).

وأهل السنة يقولون: معنى كونه حكيمًا كونه متصفًا بصفات الكمال من العلم العام التعلق والقدرة العامة، التأثير والإرادة النافذة، أي العامة النفوذ لا بمعنى أنه يراعي المفاسد والمصالح، بل له تعالى أن يضل الخلق أجمعين وله أن يهديهم أجمعين، وله أن يهدي البعض، ويضل البعض، وله أن يفعل في ملكه ما يشاء [ويحكم ما يريد، فكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل، والخلائق دائرون بين فضله وعدله (٥).

قال الله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (٦)] (٧).

وقال تعالى (٨): {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (٩).


(١) "تعالى" لم ترد في ط.
(٢) المثبت من ز، وفي الأصل وط: "حكيم".
(٣) المثبت من ز، وفي الأصل وط: "كونه".
(٤) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٩٠.
(٥) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٩٠، ٩١.
(٦) سورة الأنبياء آية رقم (٢٣).
(٧) ما بيِن المعقوفتين ساقط من ط.
(٨) "تعالى" لم ترد في ط.
(٩) سورة السجدة آية رقم (١٣).