للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجود الآخر ومن عدمه عدمه؛ كالرجم وزنا المحصن).

ش: واعلم أن هذا الفصل يحتوي على خمسة مطالب:

أحدها: المتساويان، وهذا الذي فسره المؤلف مثاله: الرجم مع زنا المحصن، فهما متلازمان في الوجود، والعدم.

قال المؤلف في الشرح: تمثيلي المتساويين بالرجم وزنا المحصن إنما يجري على مذهب الشافعي (١) القائل بأن اللائط لا يرجم.

وأما على مذهب من قال برجمه (٢): فالرجم أعم من زنا المحصن مطلقًا (٣)، وزنا المحصن أخص مطلقًا، فنقول إذًا على تساوي المعنيين: كل (٤) مرجوم زان محصن، وكل زان محصن مرجوم، فهما متلازمان، وجودًا أو عدمًا (٥)، هذا مثال المتساويين في الفقهيات.

ومثالهما في العقليات: الإنسان مع الضاحك بالقوة، فلا إنسان إلا وهو ضاحك بالقوة، ولا ضاحك بالقوة (٦) [إلا وهو إنسان، والمراد


(١) لم ينسب القرافي هذا المذهب للشافعي، بل نسبه المسطاسي في شرح التنقيح ص ٣٩.
وذكر أبو إسحاق الشيرازي في التنبيه (ص ١٤٠) في اللائط قولين:
الأول: أنه يجب عليه الرجم.
والثاني: يجب عليه الرجم إن كان محصنًا والجلد والتغريب إن لم يكن محصنًا.
(٢) أي برجمه مطلقًا سواء كان محصنًا أو غير محصن، وهو قول الإمام مالك وهو المشهور في مذهب مالك.
انظر: المنتقى للباجي ٧/ ١٤١، وشرح التنقيح للمسطاسي ص ٣٩.
(٣) نقل المؤلف بالمعنى: انظر: شرح التنقيح للقرافي ص ٩٧.
(٤) "كل" ساقطة من ط.
(٥) "أو عدمًا" ساقطة من ز، وفي ط: "وعدمًا".
(٦) في الأصل: "إلا بالقوة"