كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الطهارة - باب قراءة من قرأ {وأرجلكم} [المائدة: ٦] نصبا، وأن الأمر رجع إلى الغسل، وأن من قرأها خفضا فإنما هو للمجاورة - ج: 1 - ص: 224

النَّعلُ، [فَبَلَّها به] (١) ثم على الرجلِ الأُخرَى مِثلَ ذَلِك. قَال: فقلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ. قُلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ. قُلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ (٢).

قال أبو عيسَى التِّرمِذِيُّ: سأَلتُ محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِيُّ عن هذا الحديثِ فقالَ: لا أدرِى ما هذا الحديثُ. وكأنه رأى الحديثَ الأوَّلَ أصَحَّ، يَعنِي حَديثَ عَطاءِ بنِ يَسارٍ.

قال الشيخُ: [يَحتَمِلُ إن] (٣) صحَّ أن يَكونَ غَسَلَهُما في النَّعلَينِ، فقَد رُوِّينا مِن أوجُهٍ كَثيرَةٍ عن أميرِ المُؤمِنينَ علي بنِ أبي طالِب - رضي الله عنه - أنَّه غَسَلَ رِجلَيه في الوُضوءِ:

٣٥٢ - مِنها ما أخبرنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عفانَ، حدثنا حُسَينُ بنُ عليٍّ، عن زائدَةَ، حدثنا خالِدُ بنُ عَلقَمَةَ، عن عبدِ خَيرٍ، عن علي - رضي الله عنه - أنه دَعا بوَضوء فأُتِيَ بإِناءٍ فيه ماءٌ. فذكَر الحديثَ إلى أن قال: ثم صَبَّ بيَدِه اليُمنَى ثلاثَ مَرّات على قَدَمِه اليُمنَى، ثم غَسَلَها بيَدِه اليُسرَى، ثم صَبَّ بيَدِه اليُمنَى على قَدَمِه اليُسرَى ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم غَسَلَها بيَدِه اليُسرَى، ثم قال: هذا طُهورُ نَبِي اللَّه - صلى الله عليه وسلم - (٤).

---

(١) في س: "ثم قبلها بها"، وفي أ: "ثم فبلها بها"، وفي د: "ثم بلها بها"، وفي المسند: "ثم قلبها بها".
(٢) أحمد (٦٢٥). وأخرجه ابن خزيمة (١٥٣)، وابن حبان (١٠٨٠) من طريق إسماعيل بن إبراهيم به.
وأبو داود (١١٧) من طريق ابن إسحاق به.
(٣) في حاشية الأصل: "محتمل وإن".
(٤) تقدم تخريجه في (٢١٥، ٢٣٤، ٢٦٦، ٢٧٣، ٣٢١).