كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الطهارة - باب ترك المرأة نقض قرونها إذا علمت وصول الماء إلى أصول شعرها - ج: 2 - ص: 58

رسولَ الله، إنِّي امرأةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رأسِي (١) -أَو قالَت: عَقْصَ (٢) رأسِي- أَفأنقُضُه لِلجَنابَةِ والحَيضَةِ؟ قال: "لا، إنَّما يَكفيكِ أن تُفرِغِي عَلَيكِ ثلاثَ حَفَناتٍ ثم قَد طَهَرتِ" (٣). رواه مسلم في "الصحيح" عن عبدِ بنِ حُمَيدٍ عن عبدِ الرَّزاقِ (٤).

٨٧٣ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ الله الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أخبرَنا أُسامَةُ بنُ زَيدٍ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المَقبُرِيِّ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: جاءَتِ امرأةٌ مِنَ الأنصارِ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا عندَه فقالَت: إِنِّي امرأةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رأسِي، فكَيفَ أَصنَعُ حينَ أَغتَسِلُ مِنَ الجَنابَةِ؟ قال: "احفِنِي على رأسِكِ ثلاثَ حَفَناتٍ، ثم اغمِزِي (٥) أَثَرَ كُلِّ حَفنَةٍ" (٦).

قَصَرَ بإِسنادِه أُسامَةُ بنُ زَيدٍ، في رِوايَةِ ابنِ وهبٍ عنه، أن سَعيدًا سَمِعَه

---

(١) قال النووى: هو بفتح الضاد وإسكان الفاء ... وقال الإمام ابن برى في الجزء الذي صنفه في لحن الفقهاء: من ذلك قولهم في حديث أم سلمة: أشد ضفر رأسي. يقولونه بفتح الضاد وإسكان الفاء، وصوابُه ضمُّ الضادِ والفاء جمع ضفيرة كسفينة وسفن. قال النووى: وهذا الذي أنكره رحمه الله تعالى ليس كما زعمه، بل الصواب جواز الأمرين، ولكل منهما معنى صحيح، ولكن يترجح ما قدمناه لكونه المسموع في الروايات الثابتة المتصلة، والله أعلم. شرح النووى ٤/ ١١.
(٢) العَقْص شبيه بالضفر إلا أنه أكثر منه، وهو أن يلوى الشعر على الرأس. ينظر غريب الحديث لأبي عبيد ٣/ ٣٨٧، وتهذيب اللغة ١/ ٤١، والقاموس المحيط (ع ق ص).
(٣) عبد الرزاق (١٠٤٦). وأخرجه أحمد (٢٦٦٧٧) من طريق سفيان الثورى به. وتقدم في (٨٥٨).
(٤) مسلم (٣٣٠/ ... ).
(٥) اغمزى: اكبسى ضفائر شعرك عند الغسل، والغمز: العصر والكبس باليد. النهاية ٣/ ٣٨٥، واللسان ٥/ ٣٨٨ (غ م ز).
(٦) أخرجه إسحاق بن راهويه (١٨٥٢)، وأبو داود (٢٥٢) من طريق أسامة به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٢٢٧).