وذكَرْنا في التفسير أنه مُحْتَمَل أن تَكون عطفَ الصِّفات أو عطفَ الذوات، فإن كانت عطفَ الصِّفات صار المُعوِّقون هُمُ القائِلين، وإن كان عطفَ ذَوات صاروا قِسْمين؛ مُعَوِّق وقائِل، فالمُعوِّق قد يَدْعو وقد لا يَدْعو، ولكن على كل حال: هي في المُنافِقين؛ لأن آخِر الآية يُبطِل الاحتِمال الذي ذكَرْناه بأن تَكون في أَحَدٍ من المُؤمِنين.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن أُولئِك المُعوِّقين لغير هم هم بأنفسهم جُبَناءُ؛ لقوله تعالى:{وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} فهم جُبَناءُ ومخدَّرون مُرْجِفون.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن كلَّ إنسانٍ يُصَاحِب غيره ويَمتَزِج به؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ}، فإن هذه أُخوَّة في الشَّرِّ والنِّفاق، وليسَت في الإيمان.