وهاهُنا مَسأَلة: هل يَجوز لنا أن نُشرِك المُنافِقين في قِتالنا إذا علِمنا أنَّهم مُنافِقون؟
فنَقول: لا نُشرِكهم؛ لأن ضرَرهم عَلَيْنا أكْثَرُ بكثيرٍ من نَفْعهم، أمَّا مَن لا نَعْلَم حاله فإن الأصل أن يُؤاخَذ الإنسانُ بظاهِر حاله.
فإن قال قائِل: مَن كان عنده خَوْف شَديد ودُعِيَ إلى القِتال فرفَض من أَجْل خَوْفه، فهل يُقال عليه: مُنافِق؟
فالجَوابُ: اللَّه تعالى أَعلَمُ بما في قَلبه، لكن في ظَنِّي أنه ليس هناك أحَد يَخاف إلى هذا الحدِّ؛ لأن غاية ما عِنده: القَتْل، وهو إذا قُتِل في سبيل اللَّه تعالى خير من أن يَموت على فِراشه، فيَجِب على الإنسان أن يَتغَلَّب على هذه الأشياءِ، فكلُّ خوف يَمنَعك من واجِب فهو مَذموم.