الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن الإنسان قد يَقول قولًا لا يَعتَقِده: {ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ}.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنه ليس من الرُّجولة وليس من العَقْل أن يَقول الإنسانُ قولًا بفِيهِ وهو لا يَعتَقِده بقَلْبه، لأن المُراد من قوله تعالى:{قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ} التنديدُ بهم والتوبيخُ لهم، كيف تَقولون شيئًا بأفواهكم وأنتم تَعتَرِفون بقُلوبكم بأنه ليس مُوافِقًا للواقِع.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أنَّ قولَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلُّه حَقٌّ ليس فيه باطِل؛ لقوله عَزَّ وَجَلَّ:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ}، والحقُّ سبَق في كلام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هو الصِّدْق والعَدْل؛ لقوله تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}[الأنعام: ١١٥]، فهو باعتِبار الخبَر صِدْق، وباعتِبار الحُكْم عَدْل.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أنَّ كلام اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ليس فيه تَناقُضٌ؛ لقوله تعالى:{يَقُولُ الْحَقَّ} والتَّناقُض لا يَكون إلَّا في الباطِل، فالحقُّ لا يُمكِن أن يَتَناقَض.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: أنَّ ما وصَف اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به نَفْسَه في كِتابه فهو على حقيقته، وليس فيه تَحريف أو تَأويل؛ لأننا لو كان خِلاف ظاهِره لكان ظاهِرُه يَدُلُّ على باطِل، وإذا قلنا: إنه على خِلاف الظاهِر لزِم أن يَكون دالًّا على باطِل، فإذا قُلْنا: إن المُراد بآيات الصِّفات خِلافُ الظاهِر صار الظاهِر باطِلًا؛ لأنه خِلافَ المُراد وهذا يُنافِي قوله تعالى:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ}، فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يَقولُ إلَّا الحقَّ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أنَّه مع ظُهورِ: أن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقول الحقَّ فإن الناس لا يَتَّفِقون عليه؛ لقوله:{وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}، يَعنِي: حتى مع أن اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يَقول إلَّا الحقَّ فليس كل أحَدٍ يَهتَدي لذلك، فالهِدَاية بيَدِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.