يَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}، قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا} يَحفَظُهم عنها، {وَلَا نَصِيرًا} يَدفَعها عنهم] {لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا} يَتَولَّاهم بحُصول المَطلوب، {وَلَا نَصِيرًا} يَنصُرُهم بدَفْع المَكروه فهُمْ لا يَجِدون أحَدًا يوم القِيامة يَتَولَّاهم، ويَحصُل لهم مَطلوبُهم بحِمايتهم من النار وإدخالهم الجنَّة، ولا يَجِدون أحَدًا يَنصُرُهم من هذه النارِ ويَدفَعُهم عنها ويُخرِجهم منها بعد الدُّخول؛ لأن هؤلاءِ الكُفَّارَ لا تَنفَعُهُم شَفاعة الشافِعين، أمَّا العُصاة من المُؤمِنين فإنهم قد يَجِدون شُفعاءَ في ذلك اليومِ يَشفَعون فيمَنِ استَحَقَّ النار ألَّا يَدخُلها، وفيمَن دخَلها أن يُخرَج منها.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: أن اللَّه تعالى لعَن الكافِرين وأَبعَدهم وطَرَدهم عن رَحْمته.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: التَّحذير من الكُفْر، لأنه سبَبٌ للَّعْنة.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات العِلَل والأسباب، ويُؤخَذ من قوله تعالى:{الْكَافِرِينَ} فـ {الْكَافِرِينَ} وَصْفٌ عُلِّق به اللَّعن، فهو رَبْطٌ للَّعْن بالكُفْر، فيَكون في هذا إثباتُ العِلَل والأسبابِ، وهذا كثيرٌ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: الرَّدُّ على الجَهْمية الذين يَقولون: إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَفعَل الأشياء لا لحِكْمة، بل لمُجرَّد المَشيئة.