للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن وهو أفضل ما أوحاه الله إلى أنبيائه أقطع؟ وهل يمكن أن تكون الصلاة وهي خير العمل بتراء جذماء؟

نستنتج مما سبق بأنه قد اختلف في العلماء في البسملة فذهب البعض إلى أنها ليست من فاتحة الكتاب، ولا من غيرها من السور والافتتاح بها للتيمن والتبرك. وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة وليست من سائر السور، وذهب آخرون إلى أنها آية مستقلة، وهذا هو الراجح لجمعه بين النصوص التي تثبتأن البسملة من كتاب الله وبين الأدلة التي تثبت أن البسملة ليست من السور إلا أنها بعض آية من سورة النمل. والله أعلم.

القرآن

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} [الفاتحة: ٢]

التفسير:

الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه، فهو المستحق له وحده، وهو سبحانه المنشئ للخلق، القائم بأمورهم، المربي لجميع خلقه بنعمه، ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: ٢]، أي: " الشكر خالصًا لله" (١).

قال الصابوني: " أي: قولوا يا عبادي إذا أردتم شكري وثنائي الحمدلله" (٢).

قال القاسمي: " أي: الثناء بالجميل، والمدح بالكمال ثابت لله دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه" (٣).

قال مقاتل بن سليمان: " يعني الشكر للَّه" (٤).

قال الواحدي: أي: " الثَّناء لله والشُّكرُ له بإنعامه" (٥).

قال النسفي: أي: " الوصف بالجميل على جهة التفضيل واجب لله" (٦).

قال السعدي: أي: " الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه" (٧).


(١) تفسير الطبري: ١/ ١٣٤.
(٢) صفوة التفاسير: ١/ ١٩.
(٣) محاسن التأويل: ١/ ٢٢٦.
(٤) تفسير مقاتل: ١/ ٣٦.
(٥) الوجيز: ٨٨.
(٦) تفسير النسفي: ١/ ٣١. [بتصرف بسيط].
(٧) تفسير السعدي: ١/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>