للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الصابوني: " أي الجميع ملكٌ له وعبيد" (١).

قال الطبري: " وإليه تدبير جميعه، وبيده صرفه وتقليبه، لا يخفى عليه منه شيء، لأنه مدبره ومالكه ومصرّفه" (٢).

قال السعدي: " هذا إخبار من الله أنه له ما في السماوات وما في الأرض، الجميع خلقهم ورزقهم ودبرهم لمصالحهم الدينية والدنيوية، فكانوا ملكا له وعبيدا، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وهو ربهم ومالكهم الذي يتصرف فيهم بحكمته وعدله وإحسانه" (٣).

وقال ابن عطية: " المعنى جميع ما في السموات وما في الأرض ملك الله وطاعة، لأنه الموجد المخترع لا رب غيره، وعبر ب ما وإن كان ثم من يعقل لأن الغالب إنما هو جماد، ويقل من يعقل من حيث قلت أجناسه، إذ هي ثلاثة: ملائكة، وإنس، وجن، وأجناس الغير كثيرة" (٤).

وقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ} [البقرة: ٢٨٤]، اختلف في إضافة ذلك إلى الله تعالى قولان (٥):

أحدهما: أنه إضافة تمليك تقديره: الله يملك ما في السماوات وما في الأرض.

والثاني: معناه تدبير ما في السماوات وما في الأرض.

قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} [البقرة: ٢٨٤]، " أي: وإن تظهروا ما في قلوبكم" (٦).

قال الصابوني: " أي إِن أظهرتم ما في أنفسكم من السوء" (٧).

قال الماوردي: إبداءُ ما في النفس هو العمل بما أضمروه، وهو مُؤَاخَذ به ومُحَاسَب عليه، وأما إخفاؤه فهو ما أضمره وحدّث به نفسه ولم يعمل به" (٨).

قوله تعالى: {أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: ٢٨٤]، أي: " أو أسررتموه" (٩).

قال ابن عثيمين: " يعني تسرُّوه، فلا يطلع عليه أحد" (١٠).

وقد تعددت عبارات أهل التفسير في معنى قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: ٢٨٤]، على أقوال:

أحدها: وإن تسروا ما في أنفسكم: من اليقين والشك. قاله مجاهد (١١).

الثاني: وقيل: {وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ}، يعني الإسلام {أَوْ تُخْفُوهُ}، يعني الإيمان. وهو قول جعفر بن محمد (١٢).

الثالث: وقال بعضهم: " {وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ}، يعني ما في قلوبكم ممّا عرفتم وعقدتم عليه {أَوْ تُخْفُوهُ}، فلا تبدوه وأنتم مجمعون وعازمون عليه، {يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}، فأمّا ما حدّثتم به أنفسكم ممّا لم تعزموا


(١) صفوة التفاسير: ٢/ ٢٠٢.
(٢) تفسير الطبري: ٦/ ١٠١.
(٣) تفسير السعدي: ١/ ١٢٠.
(٤) المحرر الوجيز: ١/ ٣٨٩.
(٥) أنظر: النكت والعيون: ١/ ٣٦١,
(٦) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٤٣٣.
(٧) صفوة التفاسير: ١/ ١٦٣.
(٨) النكت والعيون: ١/ ٣٦١,
(٩) صفوة التفاسير: ١/ ١٦٣,
(١٠) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٤٣٣.
(١١) أنظر: تفسير الطبري (٦٤٨٩)، (٦٤٩٠)، و (٦٤٩١): ص ٦/ ١١٥، وابن ابي حاتم (٣٠٥٩): ص ٢/ ٥٧٣.
(١٢) نقله عنه الثعلبي في تفسيره: ٢/ ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>