للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس " إلى أن انتهى إلى " وما لهم من ناصرين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا عبيدة، قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيًّا من أول النهار في ساعة واحدة! فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عُبَّاد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعًا من آخر النهار في ذلك اليوم، وهم الذين ذكر الله عز وجل" (١).

واختلفت القراءة في قوله تعالى {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ} [آل عمران: ٢١]، على وجوه (٢):

أحدها: {يقتلون النبيين}، قراءة الحسن.

والثاني: {ويقاتلون الذين يأمرون}. قراءة حمزة.

والثالث: {وقاتلوا}، قراءة عبدالله.

والرابع: {يقتلون النبيين والذين يأمرون}، قرأ بها أبىّ.

قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: ٢١]، أي: " ويقتلون أيضا الذين يأمرون الناس بالعدل، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (٣).

قال مقاتل: " يعني بالعدل بين الناس من مؤمني بني إسرائيل من بعد موسى" (٤).

أخرج ابن المنذر عن معقل بن أبي مسكين، قال " كان الوحي يأتي بني إسرائيل، فيذكرون قومهم فيقتلون فيهم الذين يأمرون بالقسط من الناس" (٥).

وأخرج ابن المنذرأيضا عن سعيد، قال: " أقحط الناس في زمان ملك من ملوك بني إسرائيل سنين، فقال الملك: ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه، فقال له جلساؤه: كيف تقدر على أن تؤذيه أو تغيظه، وهو في السماء، قال: أقتل أولياءه من أهل الأرض، فيكون ذلك إيذاء له، قال: فأرسل الله عليهم السماء " (٦).

واختلف في الذين أمروا بالقسط من الناس، على أقوال:

احدها: أن" هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكرونهم بالله، فيقتلونهم". قاله قتادة (٧)، وري عن مجاهد نحو ذلك (٨).

والثاني: أن الذين أمروا بالقسط من الناس: هم خلفاء الأنبياء. وهذا قول سفيان (٩).

والثالث: أنهم النبيون الذين يأمرون بالقسط من الناس. قاله الحسن (١٠).

قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم} [آل عمران: ٢١]، فأخبرهم يا محمد وأعلمهم: أنّ لهم عند الله عذابًا موجعا" (١١).

قال الربيع بن أنس: " الأليم الموجع" (١٢)، وروي عن أبي مالك نحو ذلك" (١٣).

قال مقاتل: "فبشرهم يا محمد بعذاب وجيع، يعني اليهود لأن هؤلاء على دين أوائلهم الذين قتلوا الأنبياء والآمرين بالقسط" (١٤).


(١) تفسير الطبري (٦٧٨٠): ص ٦/ ٢٨٥ - ٢٨٦، وأخرجه ابن أبي جاتم (٣٣٣٢): ص ٢/ ٦٢٠ - ٦٢١، والثعلبي في تفسيره: ٣/ ٣٦ - ٣٧.
(٢) انظر: الكشاف: ١/ ٣٤٧، والسبعة في القراءات: ٢٠٣.
(٣) تفسير السعدي: ١/ ١٢٦.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٦٨.
(٥) تفسير ابن المنذر (٣١٩): ص ١/ ١٥٣.
(٦) تفسير ابن المنذر (٣٢٩): ص ١/ ١٥٣ - ١٥٤.
(٧) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٣٣٣): ص ٢/ ٦٢١.
(٨) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٣٣٤): ص ٢/ ٦٢١.
(٩) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٣٣٥): ص ٢/ ٦٢١.
(١٠) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٣٣٤): ص ٢/ ٦٢١.
(١١) تفسير الطبري: ٦/ ٢٨٧.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٣٣٧): ص ٢/ ٦٢٢.
(١٣) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٣٣٧): ص ٢/ ٦٢٢.
(١٤) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>