للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنه نحلة من الله عز وجل لهن بعد أن كان ملكاً للأولياء، وهو قول أبي صالحٍ (١).

والثالث: انه نهى لِما كانوا عليه من خِطْبة الشغار، والنكاح بغير صداق، وهو قول سليمان بن جعفر بن أبي المعتمر (٢).

والرابع: أنها العطية بطيب النفس، أراد أن يطيبوا نفساً بدفعه، كما يطيبون نفساً بالنحل والهبة، قاله أبو عبيدة (٣)، وبعض المتأخرين (٤).

والخامس: أن معنى «النحلة»: الديانة، فتقديره: وآتوهن صدقاتهن ديانة، يقال: فلان ينتحل كذا، أي: يدين به، ذكره الزجاج عن بعض العلماء (٥).

قال الأخفش: " واحد «الصدقات»: صدقة وبنو تميم تقول: «صدقة»، ساكنة الدال مضمومة الصاد" (٦).

وقرأ جمهور الناس والسبعة: {صدقاتهن}، بفتح الصاد وضم الدال، وقرأ موسى بن الزبير وابن أبي عبلة وفياض بن غزوان وغيرهم: {صدقاتهن}، بضم الصاد والدال، وقرأ قتادة وغيره «صدقاتهن» بضم الصاد وسكون الدال. وقرأ ابن وثاب والنخعي: {صدقتهن}، بالإفراد وضم الصاد وضم الدال. والإفراد من هذا كله صدقة وصدقة (٧).

قوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} [النساء: ٤]، "أي: فإِن طابت نفوسهن بهبة شيءٍ من الصَّداق" (٨).

قال عكرمة (٩)، ومقاتل بن حيان (١٠): " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}: من المهر".

وقال ابن جريج: " من الصداق " (١١).

قال ابن عباس: " يقول: إذا كان من غير إضرار ولا خديعة، فهو هنيء مرئ كما قال الله عز وجل" (١٢).

قال مقاتل: " يقول: ما طابت به نفسها في غير كره أو هوان، فقد أحل الله لك أن تأكله هنيئا مريئا" (١٣).

قال أبو صالح: " كان الرجل إذا زوج ابنته أخذ صداقها، فنهوا عن ذلك" (١٤).

قال سعيد بن جبير: " قوله: {: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}، قال: هي للأزواج" (١٥). وروي عن مقاتل بن حيان مثل ذلك (١٦).

قال الماوردي: " يعني: الزوجات إن طبن نفساً عن شيء من صداقهن لأزواجهن في قول من جعله خطاباً للأزواج، ولأوليائهن في قول من جعله خطاباً للأولياء " (١٧).

عن الحسن في قول الله تعالى: " {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا}، إلى الممات، قال: فلها أن ترجع حتى الموت" (١٨). وروي عن أبي هريرة مثله، وعن مجاهد نحو ذلك (١٩).


(١) انظر: تفسير الطبري (٨٥١٠): ص ٧/ ٥٥٣.
(٢) انظر: تفسير الطبري (٨٥١١): ص ٧/ ٥٥٤.
(٣) انظر: مجاز القرآن: ١/ ١١٧.
(٤) انظر: النكت والعيون: ٢/ ٤٥١.
(٥) انظر: معاني القرآن: ٢/ ١٢.
(٦) معاني القرآن: ١/ ٢٤٥.
(٧) انظر: المحرر الوجيز: ٢/ ٨.
(٨) صفوة التفاسير: ٢٣٧.
(٩) أخرجه ابن المنذر (١٣٤٣): ص ٢/ ٥٥٩، وابن أبي حاتم (٤٧٧٨): ص ٣/ ٨٦٢.
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٧٨): ص ٣/ ٨٦٢.، وابن أبي حاتم (٤٧٧٨): ص ٣/ ٨٦٢، عن مقاتل بن حيان.
(١١) أخرجه ابن المنذر (١٣٤٤): ص ٢/ ٥٥٩.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٨٠): ص ٣/ ٨٦٢.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٧٤): ص ٣/ ٨٦١.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٧٥): ص ٣/ ٨٦٢.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٧٢): ص ٣/ ٨٦١.
(١٦) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٧٧٣): ص ٣/ ٨٦١.
(١٧) انظر: النكت والعيون: ٢/ ٤٥١.
(١٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٧٧٦): ص ٣/ ٨٦٢.
(١٩) انظر: تفسير ابن المنذر (١٣٤٥): ص ٢/ ٥٦٠، وتفسير ابن أبي حاتم (٤٧٧٦): ص ٣/ ٨٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>