للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدها: أنهم الصغار والنساء، وهو قول سعيد بن جبير (١)، والحسن (٢)، والسدي (٣)، والضحاك (٤)، ومجاهد (٥)، والحكم (٦)، وقتادة (٧)، وأبي مالك (٨)، وابن عباس-في رواية علي بن أبي طلحة (٩).

والثاني: أنهم الصبيان خاصة. قاله سعيد بن جبير في رواية سالم (١٠)، والحسن في رواية يونس عنه (١١).

والثالث: أنهم النساء خاصة، وهو قول ابن عمر (١٢)، والحضرمي (١٣)، ومجاهد (١٤)، والحسن في رواية هشام (١٥)، والضحاك في رواية جوبير (١٦).

والرابع: أنه عنى الأولاد المسرفين أن يقسم ماله فيهم فيصير عيالاً عليهم، وهو قول ابن عباس (١٧)، وابن زيد (١٨)، وأبي مالك (١٩).

والرابع: أنه أراد كل سفيه استحق في المال حَجْراً، وهو معنى ما رواه الشعبي عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: "ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلِّقْها، ورجل أعطى ماله سفيهًا وقد قال الله: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}، ورجل كان له على رجل دين فلم يُشهد عليه" (٢٠).

والراجح –والله أعلم-أن الله عزّ وجل " يخصص سفيهًا دون سفيه. فغير جائز لأحد أن يؤتي سفيهًا ماله، صبيًا صغيرًا كان أو رجلا كبيرًا، ذكرًا كان أو أنثى" (٢١).

قال الزجاج: " والسفهاء: يدل على أنه لا يعني به النساء وحدهن، لأن النساء أكثر ما يستعمل فيهن جمع سفيهة وهو سفائه، ويجوز سفهاء، كما يقال فقيرة وفقراء. وقال بعضهم: معناه لا تهبوا للسفهاء أموالكم، وهذا عندي – والله أعلم - غير جائز" (٢٢).

قال الماتريدي: " فالسفيه -في الحقيقة- من يعمل عمل الجهال، كان جاهلا في الحقيقة أو لا؛ لما قد يلقب العالم به؛ إذا ضيع الحدود، وتعاطى الأفعال الذميمة؛ وعلى ذلك ما جاء من الكتاب بتسفيه علماء أهل الكتاب. ثم قد يسمى الجهال به؛ لما أن الجهل هو السبب الباعث على فعل السفه" (٢٣).

وفي قوله تعالى: {أَمْوَالَكُمُ} [النساء: ٥] تأويلان:

أحدهما: يعني أموال الأولياء، وهو قول ابن عباس (٢٤)، ووابن زيد (٢٥)، والسدي (٢٦).


(١) انظر: تفسير الطبري (٨٥٢٣): ص ٧/ ٥٦٠.
(٢) انظر: تفسير الطبري (٨٥٢٤) - (٨٥٢٧): ص ٧/ ٥٦١.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٨٥٢٨)، و (٨٥٢٩): ص ٧/ ٥٦١.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٠) - (٨٥٣٢): ص ٧/ ٥٦١ - ٥٦٢.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٤): ص ٧/ ٥٦٢.
(٦) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٥): ص ٧/ ٥٦٢.
(٧) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٦): ص ٧/ ٥٦٢.
(٨) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٧): ص ٧/ ٥٦٢.
(٩) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٨): ص ٧/ ٥٦٢ - ٥٦٣.
(١٠) انظر: تفسير الطبري (٨٥٣٩): ص ٧/ ٥٦٣.
(١١) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤١): ص ٧/ ٥٦٣.
(١٢) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥٣): ص ٧/ ٥٦٥.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤٦): ص ٧/ ٥٦٤.
(١٤) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤٧) - (٨٥٥٠): ص ٧/ ٥٦٤ - ٥٦٥.
(١٥) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥١): ص ٧/ ٥٦٥.
(١٦) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥٢): ص ٧/ ٥٦٥.
(١٧) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤٣): ص ٧/ ٥٦٣.
(١٨) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤٥): ص ٧/ ٥٦٤.
(١٩) انظر: تفسير الطبري (٨٥٤٢): ص ٧/ ٥٦٣.
(٢٠) أخرجه الطبري (٨٥٤٤): ص ٧/ ٥٦٤.
(٢١) تفسير الطبري: ٧/ ٥٦٥.
(٢٢) معاني القرآن: ٢/ ١٢.
(٢٣) تفسير الماتريدي: ٣/ ١٩.
(٢٤) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥٥): ص ٧/ ٥٦٧.
(٢٥) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥٦): ص ٧/ ٥٦٧.
(٢٦) انظر: تفسير الطبري (٨٥٥٤): ص ٧/ ٥٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>