(٢) كما وأن وجوه هذا التضعيف فيها نظر: أما قوله: ينبغي ذكرها في جميع السور، فليس بلازم لأن هذه الأحرف لا يقتصر معناها ولا الحكمة منها على ما ذُكِر في هذا القول فقط، بل هو معنى من معانيها إلى جانب معان أخر. وأما قوله: ينبغي الابتداء بها في أوائل الكلام معهم، سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك، فليس بلازم ـ أيضاً ـ لأن التنبيه قد حصل في أول السورة وحصل المقصود. هذا فضلاً عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا خاطبهم بالقرآن كانوا يعرضون، أما إذا خاطبهم هو فليس الأمر كذلك. واعتراضه المتعلق بذكرها في البقرة وآل عمران المدنيتين فالجواب أن هذا التنبيه ليس للمشركين فقط، بل هو لهم ولغيرهم كما سبق تقريره آنفاً. (٣) انظر الكشاف ١/ ٦٣، وأنوار التنزيل للبيضاوي ١/ ٨٥. (٤) انظر الكشاف ١/ ٦٤. (٥) مفاتيح الغيب ٢/ ٢٥٤، وانظر أنوار التنزيل ١/ ٨٥، وإرشاد العقل السليم ١/ ٢٢. (٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٣، والنحاس في معاني القرآن ١/ ٧٥. (٧) انظر تفسير السمعاني ١/ ٤١، والبغوي ١/ ٤٤، والرازي ٢/ ٢٥٤، وأبي حيان ١/ ١٥٦، وأبي السعود ١/ ٢١. (٨) انظر المحرر الوجيز ١/ ٨٢، والبحر المحيط ١/ ١٥٧، والإتقان ٣/ ٢٨. (٩) جامع البيان ١/ ٦٩.