للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عمر: " إذا احترقت جلودهم" (١).

قال الطبري: أي: " كلما انشوت بها جلودهم فاحترقت" (٢).

قال الواحدي: " يعني: أنَّ جلودهم إذا نضجت" (٣).

قال الراغب: " الجلد: قشر البدن، وجمعه جلود، والجلود عبارة عن الأبدان، والقلوب عن النفوس" (٤).

قوله تعالى: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء: ٥٦]، " أي: بدلناهم جلوداً غيرها ليدوم لهم ألم العذاب" (٥).

قال الواحدي: " يعني: جُدِّدت بأن تُردَّ إلى الحال التي كانت عليها غير محترقة، ليقاسوا العذاب وينالوه" (٦).

قال الطبري: "يعني: غير الجلود التي قد نضجت فانشوت" (٧).

وقيل: المراد بقوله: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}، أي: سرابيلهم، ، قال تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [سورة إبراهيم: ٥٠]، وذلك لما صارت لهم لباسًا لا تفارق أجسامهم، فجعلت لهم جلودًا، فقيل: كلما اشتعل القَطِران في أجسامهم واحترق، بدلوا سرابيل من قطران آخر. حكاه ابن جرير (٨).

قال ابن كثير: "وهو ضعيف؛ لأنه خلاف الظاهر" (٩).

قال البيضاوي: أي: " أعدنا تلك الجلود غير محترقة فالتبديل والتغيير لتغاير الهيئتين لا لتغاير الأصلين عند أهل الحق، {لِيَذُوقُوا العذاب} ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز أعزك الله أي أدامك على عزك" (١٠).

قال مقاتل: " وذلك أن النار إذا أكلت جلودهم بدلت كل يوم سبع مرات على مقدار كل يوم من أيام الدنياـ {ليذوقوا العذاب}، عذاب النار جديدا " (١١).

قال ابن عمر: " إذا احترقت جلودهم بدلوا جلودا بيضاء أمثال القراطيس" (١٢).

وروي عن ابن عمر قال: "قرأ رجل عند عمر هذه الآية: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}، فقال عمر: أعدها عليّ، فأعادها عليه، فقال معاذ بن جبل: عندي تفسيرها: تبدل في ساعة مائة مرة، فقال عمر: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم" (١٣).

قال الربيع بن انس: " سمعنا أنه مكتوب في الكتاب الأول أن جلد أحدهم أربعين ذراعا وسنه تسعين ذراعا، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها" (١٤).

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حسين الجعفي، عن الحسن: " تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة، وفي رواية أخرى: " كلما أنضجتهم وأكلت لحومهم، قيل لهم: عودوا، فعادوا" (١٥).

وقال يحيى بن يزيد الحضرمي: " يجعل للكافر مائة جلد بين كل جلدين لون من العذاب" (١٦).

وعن زر عبد الله، قال: " إنه تسمع للهوام جلبة بين أطباق جلد الكافر كما تسمع جلبة الوحش في البر " (١٧).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٢): ص ٣/ ٩٨٢.
(٢) تفسير الطبري: ٨/ ٤٨٤.
(٣) الوجيز: ٢٦٩.
(٤) المفردات في غريب القرآن: ١٩٩.
(٥) صفوة التفاسير: ٢٥٨.
(٦) الوجيز: ٢٦٩.
(٧) تفسير الطبري: ٨/ ٤٨٤.
(٨) انظر: تفسير الطبري: ٨/ ٤٨٧.
(٩) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣٣٧.
(١٠) تفسير البيضاوي: ١/ ٣٦٦.
(١١) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٨٠.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٤): ص ٣/ ٩٨٢.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٣): ص ٣/ ٩٨٢.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٥): ص ٣/ ٩٨٢.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٦): ص ٣/ ٩٨٣.
(١٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٩٧): ص ٣/ ٩٨٣.
(١٧) أخرجه ابن المنذر (١٩١١): ص ٢/ ٧٥٨ - ٧٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>