للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (٥٧)} [النساء: ٥٧]

التفسير:

والذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان بالله تعالى والتصديق برسالة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واستقاموا على الطاعة، سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ينعمون فيها أبدًا ولا يخرجون منها، ولهم فيها أزواج طهرها الله مِن كل أذى، وندخلهم ظلا كثيفًا ممتدًا في الجنة.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [النساء: ٥٧]، أي: و"الذين آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الأعمال الصالحات" (١).

قال ابن عباس: "يقول: أدوا فرائضي" (٢).

وعنه أيضا: "الأعمال الصالحة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" (٣).

قال زيد بن أسلم: " {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه" (٤).

قوله تعالى: {سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [النساء: ٥٧]، "أي: أي: سيدخلهم الله -بفضله- جنات تمر الأنهار من تحت أشجارها" (٥).

قال السعدي: " وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة" (٦).

قال ابن عثيمين: " وظاهر كلمة {أنهار} أن الماء عذب، وجمع {الأنهار} باعتبار تفرقها في الجنة، وانتشارها في نواحيها؛ إذاً يعتبر هذا البستان كاملاً من كل النواحي: نخيل، وأعناب، ومياه، وثمرات؛ وهو أيضاً جنة كثيرة الأشجار، والأغصان، والزروع، وغير ذلك " (٧).

قال أبو مالك: " يعني: المساكن تجري أسفلها أنهارها" (٨).

قال مقاتل: " يعني: البساتين تجري من تحتها الأنهار" (٩).

قال الزجاج: " المعنى: تجري من تحتها مياه الأنهار، لأن الجاري على الحقيقة الماء" (١٠).

قال مسروق: " أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وثمرتها كالقلال، كلما نزعت ثمرة عادت مثلها أخرى، العنقود اثنا عشر ذراعا" (١١).

قال ابن كثير: " هذا إخبار عن مآل السعداء في جنات عدن، التي تجري فيها الأنهار في جميع فجاجها ومحالها وأرجائها حيث شاؤوا وأين أرادوا" (١٢).

قال عبد الله: "الجنة سجسج لا حر فيها ولا برد" (١٣). وعنه أيضا: " أنهار الجنة تفجر من جبل مسك" (١٤).

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: ٥٧]، أي: " مقيمين في الجنة لا يموتون" (١٥).

قال سعيد بن جبير، ومقاتل: "يعني: لا يموتون" (١٦).

وعن ابن عباس: " {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، قال: لا انقطاع" (١٧).


(١) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٣٨٠.
(٢) أخرجه الطبري (٧١٥٦): ص ٦/ ٤٦٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٥٩٧): ص ٢/ ٦٦٤.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٥٠٠): ص ٣/ ٩٨٣.
(٥) صفوة التفاسير: ١/ ١٥٣. [بتصرف].
(٦) تفسير السعدي: ١/ ١١٥.
(٧) تفسير ابن عثيمين: ٣/ ٣٣١.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٥٠٣): ص ٣/ ٩٨٤.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٨١.
(١٠) معاني القرآن: ٢/ ٦٦.
(١١) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٥٠٤): ص ٣/ ٩٨٤.
(١٢) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣٣٨.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٥٠١): ص ٣/ ٩٨٣.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٥٠٢): ص ٣/ ٩٨٣.
(١٥) صفوة التفاسير: ٢٥٩.
(١٦) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٥٥٠٥): ص ٣/ ٩٨٤، وتفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٨١.
(١٧) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٥٥٠٦): ص ٣/ ٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>