للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أنه الساحر، وهو قول أبي العالية (١)، ومحمد ابن سيرين (٢) والشعبي (٣).

والثالث: الكاهن، وهو قول جابر (٤)، وسعيد بن جبير (٥)، والرفيع (٦)، وابن جريج (٧).

والرابع: الأصنام والأوثان، وما يدعو إليه الشيطان من عبادة كل ما يعبد من دون اللَّه تعالى (٨). روي ذلك عن مالك (٩).

والخامس: مَرَدَة الإنس والجن (١٠).

والسادس: أنه كل ذي طغيان طغى على الله، فيعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، أو بطاعة له، سواء كان المعبود إنساناً أو صنماً، روي ذلك عن الإمام مالك (١١)، وابن القيم (١٢)، وهذا قول أبي جعفر الطبري (١٣).

والسابع: أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء، كما قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: ٥٣]، ذكره الماوردي (١٤).

والراجح-والله أعلم- أن الطاغوت عبارة عن كل مُعتدٍ وكل معبود من دون الله (١٥)، وهو اختيار الإمام الطبري وأبي حيان (١٦) وغيرهم. وبه قال أكثر أهل العلم.

واختلفوا في أصل كلمة {الطَّاغُوتِ} [البقرة: ٢٥٦]، على وجهين (١٧):

أحدهما: أنه اسم أعجمي معرّب، ومن ثم اختلف هؤلاء في اشتقاقه على أقوال (١٨):

أ- قال الشوكاني: "الطاغوت: فعلوت، من طغى يطغي ويطغو، إذا جاوز الحد" (١٩).


(١) أنظر: تفسير الطبري (٥٨٤١): ص ٥/ ٤١٧.
(٢) أنظر: تفسير الطبري (٥٨٤٢): ص ٥/ ٤١٧.
(٣) أنظر تفسير ابن أبي حاتم (٢٦٢٠): ص ٢/ ٤٩٥.
(٤) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنِ الْغَائِطِ}، قبل الحديث رقم (٤٥٨٣)، ولفظه: ""كَانَتْ الطَّوَاغِيتُ الَّتِي يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا: فِي جُهَيْنَةَ وَاحِدٌ، وَفِي أَسْلَمَ وَاحِدٌ، وَفِي كُلِّ حَيٍّ وَاحِدٌ، كُهَّانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ".
(٥) أنظر: تفسير الطبري (٥٨٤٣): ص ٥/ ٤١٨.
(٦) أنظر: تفسير الطبري (٥٨٤٤): ص ٥/ ٤١٨. والرفيه: ، هو أبو العالية الرياحي.
(٧) أنظر: تفسير الطبري (٥٨٤٥): ص ٥/ ٤١٨.
(٨) انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٢/ ٤٤٦ - ٤٤٧، تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ}.
(٩) تفسير ابن أبي حاتم (٢٦٢٢): ص ٢/ ٤٩٥.
(١٠) أنظر: النكت والعيون: ١/ ٣٢٧.
(١١) ذكره القرطبي في تفسيره، ٥/ ٢٤٨، عن ابن وهب، عن الإمام مالك، وانظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص ٤٤.
(١٢) وأجمع ما قيل في تعريف الطاغوت ما ذكره ابن القيم / بقوله: "والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع". [إعلام الموقعين عن رب العالمين، ١/ ٥٠].
(١٣) أنظر: تفسير الطبري: ٥/ ٤١٩.
(١٤) أنظر: النكت والعيون: ١/ ٣٢٧.
(١٥) انظر: المفردات فى غريب القرآن للأصفهانى: ٣٠.٤
(١٦) قال أبو حيان بعد أن سرد الأقوال في معنى (الطاغوت): " وينبغي أن تجعل هذه الأقوال كلها تمثيلاً، لأن الطاغوت محصور في كل واحد منها". [البحر المحيط: ٢/ ٢١٠].
(١٧) أنظر: النكت والعيون: ١/ ٣٢٨.
(١٨) انظر: فتح القدير: ١/ ٢٧٥، والمحرر الوجيز: ١/ ٣٤٤، وتفسير القرطبي: ٣/ ٢٨١، والبحر المحيط: ٢/ ٥٩٩، وفتح البيان في مقاصد القرآن: ٢/ ٩٩، والحجة للقراء السبعة: ٤/ ١٣٧.
(١٩) فتح القدير: ١/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>