للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: " وفي إجماع الجميع على أن حكم الله في أهل الحرب من المشركين قتلُهم، أمُّوا البيت الحرام أو البيت المقدس، في أشهر الحرم وغيرها ما يُعلم أن المنع من قتلهم إذا أموا البيت الحرام منسوخٌ " (١).

قال ابن كثير: " فأما من قصده بالإلحاد فيه والشرك عنده والكفر به، فهذا يمنع كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: ٢٨] ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تسع - لما أمَّر الصديق على الحجيج - علِيّا، وأمره أن ينادي على سبيل النيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة، وألا يحج بعد العام مُشْرِك، ولا يطوفن بالبيت عُرْيان (٢) " (٣).

قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} [المائدة: ٢]، أي: "الذين يبتغون من فضل الله ما يصلح معايشهم ويرضي ربهم" (٤).

قال ابن كثير: " أي: وكذا من قصده طالبا فضل الله وراغبا في رضوانه، فلا تصدوه ولا تمنعوه ولا تهيجوه" (٥).

قال الطبري: أي: " يلتمسون أرباحًا في تجاراتهم من الله، وأن يرضى الله عنهم بنسكهم" (٦).

قال ابن عباس: " يعني: أنهم يترضَّون الله بحجهم" (٧).

قال قتادة: " هم المشركون، يلتمسون فضل الله ورضوانه فيما يصلح لهم دُنياهم" (٨).

وفي رواية اخرى عنه: " والفضل والرضوان اللذان يبتغون: أن يصلح معايشهم في الدنيا، وأن لا يعجَّل لهم العقوبة فيها" (٩).

وعن أبي أميمة قال: " قال ابن عمر في الرجل يحج ويحمل معه متاعًا، قال: لا بأس به وتلا هذه الآية: {يبتغون فضلا من ربهم ورضوانًا} " (١٠).

وفي تفسير قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} [المائدة: ٢]، قولان:

أحدهما: الربح فى التجارة، وهو قول ابن عمر (١١)، ومطرّف بن الشِّخِّير (١٢).

والثاني: الأجر والتجارة، وهو قول مجاهد (١٣).

وقرأ حميد بن قيس والأعرج: «تبتغون»، بالتاء على خطاب المؤمنين (١٤).

قوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة: ٢]، أي: " وإِذا تحللتم من الإِحرام فقد أُبيح لكم الصيد" (١٥).

قال الماوردي: " وهذا وإن خرج مخرج الأمر، فهو بعد حظر، فاقتضى إباحة الاصطياد بعد الإِحلال دون الوجوب" (١٦).


(١) تفسير الطبري: ٩/ ٤٧٩.
(٢) رواه البخاري في صحيحه برقم (٣١٧٧) من حديث أبي بكر، رضي الله عنه.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ١١.
(٤) التفسير الميسر: ١٠٦.
(٥) تفسير ابن كثير: ٣/ ١٠.
(٦) تفسير الطبري: ٩/ ٤٧١.
(٧) أخرجه الطبري (١٠٩٨١): ص ٩/ ٤٨١.
(٨) أخرجه الطبري (١٠٩٧٩): ص ٩/ ٤٨٠.
(٩) أخرجه الطبري (١٠٩٨٠): ص ٩/ ٤٨٠.
(١٠) أخرجه الطبري (١٠٩٨٣): ص ٩/ ٤٨١.
(١١) انظر: تفسير الطبري (١٠٩٨٣): ص ٩/ ٤٨١.
(١٢) انظر: تفسير الطبري (١٠٩٨٢): ص ٩/ ٤٨١.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (١٠٩٨٤): ص ٩/ ٤٨١.
(١٤) انظر: الكشاف: ١/ ٦٠٢.
(١٥) صفوة التفاسير: ٣٠١.
(١٦) النكت والعيون: ٢/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>