للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: ٦]، أي: " ما يريد الله في أمر الطهارة أن يُضَيِّق عليكم" (١).

قال مجاهد: ": {من حرج}، من ضيق" (٢). وروي عن عكرمة مثل ذلك (٣).

قال القرطبي: " أي: من ضيق في الدين، دليله قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: ٧٨] " (٤).

قال الطبري: أي: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ما يريد الله بما فرض عليكم من الوضوء إذا قمتم إلى صلاتكم، والغُسل من جنابتكم والتيمم صعيدا طيبا عند عدمكم الماء ليجعل عليكم من حرج ليلزمكم في دينكم من ضيق، ولا ليعنتكم فيه" (٥).

قال ابن كثير: " أي: فلهذا سهل عليكم ويسَّر ولم يعسِّر، بل أباح التيمم عند المرض، وعند فقد الماء، توسعة عليكم ورحمة بكم، وجعله في حق من شرع الله يقوم مقام الماء إلا من بعض الوجوه" (٦).

قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: ٦]، أي: " بل يريد ليطهركم من الذنوب وأدناس الخطايا بالوضوء والتيمم" (٧).

قال القرطبي: " أي: من الذنوب كما ذكرنا من حديث أبي هريرة (٨)، والصنابحي (٩). وقيل: من الحدث والجنابة. وقيل: لتستحقوا الوصف بالطهارة التي يوصف بها أهل الطاعة" (١٠).

قال الطبري: أي: " ولكن الله يريد أن يطهِّركم بما فرض عليكم من الوضوء من الأحداث والغسلِ من الجنابة، والتيمم عند عدم الماء، فتنظفوا وتطهّروا بذلك أجسامكم من الذنوب" (١١).


(١) التفسير الميسر: ١٠٨.
(٢) أخرجه الطبري (١١٥٤١): ص ١٠/ ٨٥.
(٣) انظرك تفسير الطبري (١١٥٤٠): ص ١٠/ ٨٥.
(٤) تفسير القرطبي: ٦/ ١٠٨.
(٥) تفسير الطبري: ١٠/ ٨٤ - ٨٥.
(٦) تفسير ابن كثير: ٣/ ٦٠.
(٧) صفوة التفاسير: ٣٠٣.
(٨) انظر: تفسير الطبري (١١٥٤٨): ص ١٠/ ٨٩. وسوف يأتي.
(٩) عن عبد الله الصنابحي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا توضأ العبد المؤمن فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه، حتى تخرج من تحت أظفار رجليه قال: ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له". الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (٧٤): ص ١/ ٣٣.
(١٠) تفسير القرطبي: ٦/ ١٠٨.
(١١) تفسير الطبري ١٠/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>