للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الوضوء يكفّر ما قبله، ثم تصير الصلاة نافلة. قال قلت: أنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، غيرَ مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع، ولا خمس" (١).

وفي رواية أخرى عن أبي إمامة قال، "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة، خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه» " (٢).

وعن كعب بن مرة قال، "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يتوضأ فيغسل يديه أو: ذراعيه إلا خرجت خطاياه منهما، فإذا غسل وجهه خرجت خطاياه من وجهه، فإذا مسح رأسه خرجت خطاياه من رأسه، وإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من رجليه» " (٣).

وعن عمرو بن عبسة: أنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا غسل المؤمن كفّيه انتثرت الخطايا من كفَّيه، وإذا تمضمض واستنشق خرجت خطاياه من فيه ومنخريه، وإذا غسل وجهه خرجت من وجهه حتى تخرج من أشفار عينيه، فإذا غسل يديه خرجت من يديه، فإذا مسح رأسه وأذنيه خرجت من رأسه وأذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت حتى تخرج من أظفار قدميه، فإذا انتهى إلى ذلك من وضوئه كان ذلك حظّه منه، فإذ قام فصلى ركعتين مقبلا فيهما بوجهه وقلبه على ربه، كان من خطاياه كيوم ولدته أمّه» " (٤).

وعن أبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء، أو نحو هذا. وإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشت بها يداه مع الماء، أو مع آخر قطرة من الماء، حتى يخرج نقيًّا من الذنوب» " (٥).

و، عن حمران مولى عثمان قال: "أتيت عثمان بن عفان بوضوء وهو قاعد، فتوضأ ثلاثا ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ كوضوئي هذا. ثم قال: من توضأ وضوئي هذا كان من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وكانت خُطاه إلى المساجد نافلة" (٦).

قوله تعالى: {وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة: ٦]، أي: " وليتم نعمته عليكم ببيان شرائع الإِسلام" (٧).

قال الطبري: أي: يريد" أن يتم نعمته عليكم بإباحته لكم التيمم، وتصييره لكم الصعيد الطيب طهورا، رخصة منه لكم في ذلك مع سائر نِعَمه التي أنعم بها عليكم، أيها المؤمنون" (٨).

قال القرطبي: " أي بالترخيص في التيمم عند المرض والسفر. وقيل: بتبيان الشرائع. وقيل: بغفران الذنوب، وفي الخبر «تمام النعمة دخول الجنة والنجاة من النار» (٩) " (١٠).

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: ٦]، أي: " لتشكروه على نعمه" (١١).


(١) أخرجه الطبري (١١٥٤٣): ص ١٠/ ٨٥ - ٨٦.
(٢) أخرجه الطبري (١١٥٤٥): ص ١٠/ ٨٦.
(٣) أخرجه الطبري (١١٥٤٦): ص ١٠/ ٨٧.
(٤) أخرجه الطبري (١١٥٤٧): ص ١٠/ ٨٨.
(٥) أخرجه الطبري (١١٥٤٨): ص ١٠/ ٨٩.
(٦) أخرجه الطبري (١١٥٤٩): ص ١٠/ ٨٩ - ٩٠.
(٧) صفوة التفاسير: ٣٠٣.
(٨) تفسير الطبري: ١٠/ ٩٠.
(٩) أخرج الترمذي عن معاذ بن جبل قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة. فقال: "أي شيء تمام النعمة؟ " قال: دعوة دعوت بها أرجو بها الخير. قال: "فإن من تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار" الحديث.
أخرجه الترمذي (٣٥٢٧) كتاب الدعوات، باب (٩٩): ٥/ ٥٤١، وقال: هذا حديث حسن. وانظر: "الدر المنثور" ٢/ ٤٦٨.
وعن على رضى الله عنه: «تمام النعمة الموت على الإسلام». [انظر: الكشاف: ١/ ٢٠٦].
(١٠) تفسير القرطبي: ٦/ ١٠٨.
(١١) صفوة التفاسير: ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>