للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: ١٠١]، أي: " وإن تسألوا عنها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين نزول القرآن عليه تُبيَّن لكم" (١).

قال ابن عباس: " ولكن إنتظروا فإذا نزل القرآن فأنكم لا تسألون عن شيء إلا وجدتم تبيانه" (٢).

قال السمعاني: " معناه: وإن صبرتم حتى ينزل القرآن؛ وجدتم فيه بيان ما تحتاجون إليه" (٣).

قال البيضاوي: أي: "وإن تسألوا عنها في زمان الوحي تظهر لكم" (٤).

قال الزمخشري: أي: " وإن تسألوا عن هذه التكاليف الصعبة في زمان الوحى وهو ما دام الرسول بين أظهركم يوحى إليه، تبد لكم، تلك التكاليف الصعبة التي تسؤكم، وتؤمروا بتحملها، فتعرضون أنفسكم لغضب الله بالتفريط فيها" (٥).

قال ابن كثير: " أي: لا تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها، فلعلَّه قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو تضييق، وقد ورد في الحديث: «أعظم المسلمين جُرْمًا من سأل عن شيء لم يُحَرّم فحرم من أجل مسألته» (٦)، ولكن إذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن بيانها حينئذ، تبينت لكم لاحتياجكم إليها" (٧).


(١) التفسير الميسر: ١/ ١٢٤.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٨٨١): ص ٤/ ١٢١٨ - ١٢١٩.
(٣) تفسير السمعاني: ٢/ ٧١.
(٤) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٤٥ - ١٤٦.
(٥) الكشاف: ١/ ٦٨٣ - ٦٨٤.
(٦) رواه البخاري في صحيحه برقم (٧٢٨٩) ومسلم في صحيحه برقم (٢٣٥٨) من حديث سعد بن أبي وقاص.
(٧) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>