للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: " ولقد جاءكم - يا معشر يهود بني إسرائيل - موسى بالآيات البينات على أمره وصدقه وصحة نبوته " (١).

قال المراغي: " أي ومن عظيم كفرانكم للنعم أن موسى قد جاء بالأدلة القاطعة والبراهين الناصعة على توحيد الله وعظيم قدرته" (٢).

قال البيضاوي: " "يعني الآيات التسع المذكورة في قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ} [الإسراء: ١٠١] " (٣).

قال ابن عثيمين: " الخطاب لليهود؛ والدليل على أنه لليهود قوله تعالى: {موسى}؛ لأن موسى نبيهم؛ وهنا خاطبهم باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص؛ إذ إن موسى لم يأت هؤلاء الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أتى بني إسرائيل الذين هؤلاء منهم" (٤).

وذكروا في قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ} [البقرة: ٩٢]، وجهان (٥):

أحدهما: ما في الألواح من الحلال والحرام. قاله ابن عباس (٦).

والثاني: الآيات التسع. قاله مقاتل (٧)، وابن عباس في رواية عكرمة عنه (٨).

وقوله تعالى {بِالْبَيِّنَاتِ} [البقرة: ٩٢]، "أي بالعلامات الدالة على رسالته" (٩)، وهي الآيات التسع: العصا، واليد، والسنون، ونقص الثمرات، والدم، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، وفلق البحر. أو غيرها مما كثر وقوعه من المعجزات الباهرات حجةً على بني إسرائيل في كفرهم (١٠).

قال الإمام الطبري: " وإنما سماها الله (بينات) لتبينها للناظرين إليها أنها معجزة لا يقدر على أن يأتي بها بشر، إلا بتسخير الله ذلك له، وإنما هي جمع (بينة)، مثل (طيبة وطيبات) " (١١).

قال الواحدي: "المراد بـ (ثُم) هاهنا: الاستعظام لكفرهم مع ما رأوا من الآيات التي أتى بها موسى عليه السلام" (١٢).

قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} [البقرة: ٩٢]، أي: "ثم اتخذتم العجل من بعد موسى إلها" (١٣).

قال ابن عطية: " أي من بعده، حين غاب عنكم في المناجاة" (١٤).

واختلف في (الهاء) في قوله {مِنْ بَعْدِهِ} [البقرة: ٩٢]، على وجهين (١٥):

أحدهما: أنها تعود إلى {موسى}، وفيه وجهان من المعنى:

الأول: من بعد مجيء موسى.

الثاني: من بعد ذهابه، لأنهم اتخذوا العجل من بعد أن فارقهم موسى ماضيا إلى ربه لموعده. وهذا قول مقاتل (١٦)، والثعلبي (١٧).


(١) تفسير الطبري: ٢/ ٣٥٥.
(٢) تفسير المراغي: ١/ ١٧١.
(٣) تفسير البيضاوي: ١/ ٩٤.
(٤) تفسير ابن عثيمين: ١/ ٢٩٩.
(٥) انظر: زاد المسير: ١/ ١١٥.
(٦) انظر: زاد المسير: ١/ ١١٥.
(٧) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ١٢٣.
(٨) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٩٢٧): ص ١/ ١٧٥.
(٩) تفسير ابن عثيمين: ١/ ٢٩٩.
(١٠) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٤٢١، والبحر المحيط: ١/ ٣٠٨، إلا أنه عد بدل الأخيرين: السنين، والطوفان.
(١١) تفسير الطبري: ٢/ ٣٥٥.
(١٢) تفسير البسيط للواحدي: ٣/ ١٥٨.
(١٣) انظر: تفسير الطبري: ٢/ ٣٥٥.
(١٤) البحر المحيط: ١/ ١٨٠.
(١٥) انظر: تفسير الطبري: ٢/ ٣٥٥، وتفسير البيضاوي: ١/ ٩٤.
(١٦) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ١٢٣.
(١٧) تفسير الثعلبي: ١/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>