للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} [البقرة: ٩٣]، " أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين أَخذنا عليكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة" (١).

قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} [البقرة: ٩٣]، أي: " ورفعنا فوقكم جبل الطور" (٢).

قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: ٩٣]، " أي قلنا لهم: خذوا ما أمرتم به في التوراة بجد" (٣).

قال الصابوني: " أي بعزمٍ وحزم وإلاّ طرحنا الجبل فوقكم" (٤).

قوله تعالى: {وَاسْمَعُوا} [البقرة: ٩٣]، "أي استجيبوا وأطيعوا" (٥).

قال البيضاوي: أي: " سماع طاعة" (٦).

قال الصابون: " أي سماع طاعة وقبول" (٧).

قال الثعلبي: " سميت الطاعة سمعا على المجاز، لأنّه سبب الطّاعة والإجابة ومنه قولهم: سمع الله لمن حمده أي أجابه، وقال الشاعر (٨):

دعوتُ اللهَ حتى خِفتُ أن لا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أقولُ

أي يجب" (٩).

قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: ٩٣]، أي: " قالُوا: سَمِعْنا قولك وَعَصَيْنا أمرك" (١٠).

قال الراغب: " أي: فهمنا قولك ولم نأتمر لك" (١١).

قال إسماعيل بن أبي خالد: " يقول: قد سمعنا ما تقول وعصيناك" (١٢).

وذكر أهل المعاني في قوله تعالى: {قالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: ٩٣]، وجهين (١٣):

الأول: أن معناه: قالُوا سَمِعْنا قولك. وَعَصَيْنا أمرك. وهو المشهور.

والثاني: سمعنا بالآذان وعصينا بالقلوب. قاله الحسن (١٤).

ومعنى {وَاسْمَعُوا}، أي: أطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط، وإنما المراد اعلموا بما سمعتم والتزموه، ومنه قولهم: "سمع الله لمن حمده" (١٥)، أي قبل وأجاب، قال الشاعر (١٦):

دعوت الله حتى خفت ألا ... يكون الله يسمع ما أقول

فقوله (يسمع الله ما أقول)، أي: يقبل ما أقول (١٧).


(١) صفوة التفاسير: ١/ ٧٠.
(٢) صفوة التفاسير: ١/ ٧٠.
(٣) تفسير البيضاوي: ١/ ٩٤.
(٤) صفوة التفاسير: ١/ ٧٠.
(٥) تفسير الثعلبي: ١/ ٢٣٦.
(٦) تفسير البيضاوي: ١/ ٩٤.
(٧) صفوة التفاسير: ١/ ٧٠.
(٨) البيت، لشمير بن الحارث الضبي، في "تاج العروس" ١١/ ٢٢٧ (مادة: سمع)، و"نوادر أبي زيد" ص ١٢٤، وبلا نسبة في "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠٣٤ و"لسان العرب" ٤/ ٢٠٩٥.
(٩) تفسير الثعلبي: ١/ ٢٣٦.
(١٠) تفسير البيضاوي: ١/ ٩٤.
(١١) المفردات: ٤٢٥.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٩٣٠): ص ١/ ١٧٦.
(١٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ٢٣٦. والمعنى الثاني مكتوب على هامش المخطوط، كما قال المحقق.
(١٤) ذكره في الواحدي في الوسيط" ١/ ١٧٦، وذكره أبو حيان في البحر المحيط: ١/ ٣٠٨ ولم ينسبه.
(١٥) قال الخطابي: "قول (لا يسمع) معناه: لا يجاب، ومن هذا قول المصلي (سمع الله لمن حمده)، يريد استجاب الله دعاء من حمده. (مختصر سنن أبي داود، ومعه معالم السنن: ٢/ ١٦٠).
(١٦) البيت لشُمير بن الحارث، انظر: النوادر: ١٢٤، والزاهر: ١/ ١٥٤،
(١٧) قال الخطابي: وعلى هذا المعنى يتأول قوله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [الروم: ٥٢]، يريد -والله أعلم- الكفار: أي انك لا تقدر أن تهديهم وتوفقهم لقبول الحق، وقد كانوا يسمعون كلام الله بآذانهم إذا تلي عليهم إلا انهم إذا لم يقبلوه، صاروا كأنهم لم يسمعوه، كما قال الشاعر: أصم عما ساءه سميع". (غريب الحديث: ١/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>