جُمْلَة:{إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} هذه جُمْلَةٌ شَرْطِيَّة، هنا الشَّرْطُ {يَشَأْ} وجوابُ الشَّرْطِ {يُذْهِبْكُمْ} و {يُذْهِبْكُمْ} يعني: بالإهْلاكِ.
قَوْله تعالى:{وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}: {وَيَأْتِ} جاءت مَكْسورَةً وهي فعل مضارعٌ لأنَّها مَجْزومة بِحَذْف حرف العِلَّة، وأصلها (يأتي) لكِنْ حُذِفَتِ الياءُ؛ لأنَّها معطوفة على مَجْزومٍ، وهو {يُذْهِبْكُمْ}.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ الله: [{وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} بَدَلَكُم] {بِخَلْقٍ} أي: بمَخْلوقٍ، بدليل قَوْله تعالى:{وَيَأْتِ} أي: بِمَخْلوقٍ جديدٍ، فهذا مصدرٌ أريد به اسْمُ المفعولِ؛ أي بِمَخْلوق كقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:"مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"(١)، وفي قَوْلِه تعالى:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}[لقمان: ١١]، فـ {خَلْقُ اللَّهِ} أي: مَخْلوقُه، وقد يُرادُ بالخَلْقِ المصدر كما في قَوْله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الأعراف: ٥٤] لكن هنا المُرَادُ به اسْمُ المفعولِ، قال تعالى:{وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} أي: بمَخْلوقٍ جديدٍ غَيْرِكم، لكن كيف يُذْهِبُنا ويأتي بخَلْقٍ جديد؟
(١) أخرجه مسلم: كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور (١٧١٨)، من حديث عائشة - رضي الله عنها -.