مُؤَكَّدَة بِمُؤَكِّدَيْنِ؛ بـ (إن) واللام، فهم أَكَّدُوا بالثَّنَاء هذا على الله أنَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَفُورٌ للذُّنُوب شكورٌ للطَّاعَةِ.
فالغَفُور هنا هل هي صِيغَةُ مُبالَغَة أم صِفَةٌ مُشَبَّهَة؟
هي تشمل الأَمْرَيْنِ جميعًا، هي صيغة مُبالَغَة لِكَثْرِةِ غُفْرانِ الله تعالى للذنوب وكَثْرَة من يَغْفِرُ لهم؛ فهو كثير المَغْفِرَة للذُّنوب؛ إذ إنَّ الذنوب تتَكَرَّر من الإِنْسَان عِدَّةَ مَرَّاتٍ فَيَغْفِرُها الله، والذين يَغْفِرُ الله لهم كثيرون أو قَليلون؟ كثيرونَ، ومن جهةٍ أخرى باعتبار أنَّ الله تعالى لم يَزَلْ غفورًا نقول هي صِفَةٌ مُشَبَّهَة.
وَقَوْله تعالى:{شَكُورٌ} نقول فيها كما قلنا في {لَغَفُورٌ} بأنَّه عَزَّ وَجَلَّ لم يزل شكورًا على طاعَةِ عِبادِهِ وامْتِثالهِم أَمْرَه، ومِنْ شُكْرِهِ أنَّه يعطي العامِلَ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أمثالِها إلى سبعِ مِئَة ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرة.
وهو أيضًا شكورٌ باعتبارها صيغَةَ مُبالَغَة؛ لأنَّه كلَّما كَثُر العَمَل كَثُر الشُّكْر.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن حَمْدَ الله تعالى يكون على إنعامِهِ وإِفْضالِهِ وعلى كمال صِفاتِهِ وهنا قالوا: {الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} فحَمِدوا الله على إنعامِهِ عليهم وعلى كَوْنِهِ غفورًا شكورًا.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: كمال الفرح والسُّرورِ لأَهْلِ الجَنَّةِ؛ لِقَوْله تعالى:{أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} فإن هذه الصِّفَة السَّلْبِيَّة تدلُّ على كمال ضِدِّها فإذا كان الحَزَنُ مَنْفِيًّا عنهم