الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إقرارُهُم واعترافُهُم بأنَّه لا يَمْلِكُ دَفْعَ الضُّرِّ عنهم إلا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ لتَوْجيهِهِم النِّداء إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والإسْتِغاثَة به في قَوْله تعالى:{نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إقرارهم بأنَّ أَعْمالَهُم في الدُّنْيا غَيْرُ صَالحِة؛ لِقَوْلهِم:{نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} وهم كما يُقِرُّونَ بأنَّ أَعْمالَهُم في الدُّنْيا غَيْرُ صَالحِة يُقِرُّونَ بأنَّهم غَيْرُ عُقَلاء أيضًا؛ لِقَوْلهِم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: ١٠] ولكن لا يَنْفَعُهم هذا لأنَّه بَعْدَ فوات الأوان؛ وانْظُرْ إلى جوابِهِم {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ... } إلى آخِرِه.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أقامَ على الكافرينَ الحُجَّةَ من وَجْهَيْنِ:
أولًا: أنَّه عَمَّرَهُم وقتًا يُمْكِنُهُم أن يتذَكَّروا فيه.
ثانيًا: أنَّه جاءتْهُم رُسُلٌ فلا عُذْرَ لهم.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: توبيخُ أَهْلِ النَّارِ بِمِثْل هذا الكَلَامِ؛ لأنَّ هذا الكَلَام قد يكون أَشَدَّ عليهم من العذابِ لمِا فيه من التَّنْديمِ وتَجْديدِ الحُزْنِ عليهم والتَّمَني الذي لا ينفعهم.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الرَّدُّ على الجَبْرِيَّة الذين يَحْتَجُّون بالقَدَرِ على المعاصي؛ ويقولون {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: ١٤٨]