للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَجْهُ الرَّدِّ قَوْله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} ولو كان القَدَرُ حُجَّةً لم يَكْفِ ما ذُكِرَ في الإحْتِجاج عليهم.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثباتُ رَحْمَة الله عَزَّ وَجَلَّ وإعذارُه لخَلْقِه؛ حيث أرسل إليهم الرُّسُلَ، فإنَّ إِرْسالَ الرُّسُلِ فيه رَحْمَةٌ، وفيه أيضًا إعذارٌ وإقامَةُ حُجَّةٍ.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: إهانَةُ هؤلاء الذين في النَّارِ؛ لِقَوْله تعالى: {فَذُوقُوا} فإنَّ الأَمْرَ هنا للإهانة فيُهانُونَ، والعياذ بالله، بالعذابِ والتَّوْبيخِ وغيرها من أَنْواعِ الإهاناتِ.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: تَيْئيسُ هؤلاء من الخلاصِ من النَّار؛ لِقَوْله تعالى: {فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: بَيانُ أنَّ الكُفْرَ ظُلْمٌ؛ لِقَوْلِه تعالى: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: الإظْهارُ في مَوْضِعِ الإِضْمارِ؛ لِقَوْلِه تعالى: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ} ولَمْ يقل: فما لكم من نَصيرٍ فذوقوا؛ ولو أنَّ السِّيَاقَ جرى على ما هو عليه لقال: فما لكم، لَكِنَّه قال: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ}.

الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: التَّفَنُّنُ في الأُسْلوبِ أو اخْتيارِ الوَصْفِ الذي يكون أَبْلَغَ في إقامَةِ الحُجَّة؛ لأنَّه عَدَلَ عن قَوْله (فما للكافرين) إلى {فَمَا لِلظَّالِمِينَ} فإمَّا أن يكون هذا من باب التَّفَنُّنِ في التَّعبير حتى لا يلحَقَ المُخاطَبَ السآمَةُ بتكْرارِ الأَلْفاظِ عليه، وإمَّا أن يكون هذا من باب العُدُولِ عن الوَصْف إلى وصفٍ أَبيَنَ منه في إقامَةِ الحُجَّة؛ والثاني أَقْوَمُ في المَعْنى؛ لأنَّه هنا ما قال: (فما للكافرين) لم يُبَيِّنْ أنَّهم ظَلَمَة بِكُفْرِهم، لكن لما قال: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ} صار فيه إِشَارَةٌ إلى أنَّهم بِكُفْرِهم صاروا

<<  <   >  >>