الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ العِزَّة لها كلٌّ وبَعْضٌ، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْله تعالى:{جَمِيعًا} مِمَّا يَدُلُّ على أنَّ هناك كُلًّا وبَعْضًا، وذلك أنَّ العُلَماءَ رَحِمَهُم اللهُ قَسَّمُوا العِزَّة التي اتَّصَف الله بها إلى ثلاثة أقْسامٍ: عِزَّة الإمْتِناعِ، وعِزَّة القَدْرِ، وعِزَّة القَهْر.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إِثْباتُ عُلُوِّ الله، وهذا مَأْخوذٌ من قَوْلِه تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ} لأنَّ الصُّعُودَ هو العُلُوُّ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ الكَلِمَ غَيْرُ الطَّيِّبِ لا يَصْعَدُ إلى الله، لِقَوْله تعالى:{الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ويؤيِّدُ هذا قَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا"(١).
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الإشارَةُ إلى انْقِسامِ الكَلَام؛ لِقَوْله تعالى:{الطَّيِّبُ} فإن هذا الوَصْفَ إخراجٌ لما سِواهُ، وقد تَقَدَّم: أنَّ الذي يقابِلُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ نوعان من الكَلَام: الخَبيثُ، وما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ.
أمَّا الخبيثُ فمَرْدودٌ بكُلِّ حالٍ؛ لأنَّه خبيثٌ لِذَاتِهِ، وأمَّا ما ليس بطَيِّبٍ ولا خَبيثٍ، فقلنا: إن هذا القِسْمَ من الكَلَام قد يكون طيِّبًا لِغَيْره، وخبيثًا لغيره، وسالِمًا من الوَصْفين، فإذا كان طَيِّبًا لِغَيْره فإنَّه يَصْعَدُ إلى أعلى؛ لعموم قَوْله تعالى:{الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}.
(١) أخرجه مسلم: كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب، رقم (١٠١٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.