(٢) مشرفًا: عاليًا. والمقصود: العلو الكبير المبالغ فيه، لأن السُّنة تسنيم القبر، أي: رفعه شيئًا يسيرًا عن الأرض، كما كان عليه قبرُه الشريف ﷺ وقبورُ أصحابه البررة؛ وذلك حتى تُعرف القبور من غيرها، وتراعى حرماتُها؛ كما قال الإمام الشافعي ﵀: «أكرهُ أن يُرفع القبرُ إلا بقَدْر ما نعرفُ أنه قبر؛ لكيلا يوطأَ ولا يُجلسَ عليه». نقله عنه الإمام الترمذي في «سننه» (تحت الحديث: ١٠٤٩). وقد قال الإمام ابن القيم ﵀: «الأمر بتسوية القبور إنما هو تسويتها بالأرض، وألَّا تُرفع مشرفةً عاليةً؛ وهذا لا يناقض تسنيمَها شيئًا يسيرًا». «تهذيب سنن أبي داود». وقال الحافظ ابن حجر ﵀: «المستحب تسنيم القبور، وهو قولُ أبي حنيفة ومالك وأحمد والمُزَني وكثير من الشافعية … » إلخ. «فتح الباري» (٣/ ٢٥٧). نقلًا عن «تحقيق سنن أبي داود» (٥/ ١٢٥). (٣) الطمْس: المحو والإزالة. (٤) صحيح: رواه أحمد (١/ ٩٦)، ومسلم (٩٦٩)، وأبو داود (٣٢١٨)، والترمذي (١٠٤٩)، والنسائي (٢٠٣١).