للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التماثيل، هو أمير المؤمنين عليُّ بن أبى طالب ! ثم بعث عليٌّ أيامَ خلافته أميرًا على ذلك، هو أبو الهيَّاج!.

وأخرج أبو داود، وابن ماجه، وابن حِبَّان، والحاكم، من حديث جابر: أن النبيَّ : «نَهى أن يُجصَّصَ القبرُ (١)، وأن يُبنى عليه، وأن يُكتب عليه، وأن يُوطأ». وأخرجه مسلم في «صحيحه» بدون ذكر الكتابة (٢).

• قال الحاكمُ: «النهيُ عن الكتابة على شرط مسلم، وهي صحيحةٌ غريبةٌ». قال: «والعملُ من أئمة المسلمين من المشرق إلى المغرب على خلاف ذلك؛ يعني: يقرِّون كتابةَ الاسم من دون إنكار» انتهى.

وأقول: لا حُجةَ في أحدٍ خالَف السنةَ الثابتةَ عن رسول اللَّه كائنًا مَنْ كان؛ قلَّ عددُهم أو كثُر، فليس لهم أن يُشرِّعوا للناس غير ما شرَعه اللَّهُ، بل يَحمِلون على الخطأ وعدمِ العناية بأمرِ الشرع والتساهلِ في أمر الدين، وما هذا بأولِ بابٍ من أبواب الشرع أهْمله الناسُ، وخالفوا فيه السُّننَ الواضحة والشرائعَ الثابتة، ولا سيَّما بعد أن استعلَى الجهلُ على العلم، وغَلبت آراءُ الرجال ما جاء في الكتاب والسُّنة، وصار التقليدُ والتمذهبُ هو المعروفَ عند الجمهور وغيرُه المنكر، ولا اعتبارَ بسكوتِ أهل العلم الذين هم أهلُه؛ فإنهم مغلوبون مكثُورون مخبُوطون بسَوطِ العامة الذين منهم السلاطينُ وجنودهم كما قدَّمنا الإشارةَ إلى هذا، وإطباقُ أهل المشرق والمغرب على الكتابةِ هو كإطباقهم على رَفعِ القبور وتجصيصِها، ووَضْعِ القبابِ عليها


(١) التجصيص: التبييض بالجص، وهو «الجِبس».
(٢) صحيح: رواه أحمد (٣/ ٢٩٩)، ومسلم (٩٧٠)، وأبو داود (٣٢٢٥)، والترمذي (١٠٥٢) واللفظ له، والنسائي (٤/ ٨٦)، وابن ماجه (١٥٦٢)، وابن حِبَّان (٣١٦٢)، والحاكم (١/ ٣٧٠).

<<  <   >  >>