رسولُ اللَّه ﷺ»، أو يُملِي سندًا، فيقول:«حدثنا فلانٌ عن فلان»؛ قامت قيامتُه، و ثارَ شيطانُه، واعتقد أن هذا صُنعُ أعداءِ أهل البيت المناصِبِين لهم العَدواة، المخالفين لهديهم!!.
فانظر ما صَنَع هذا الشيطان! فإن في نِسبته المشتغلينَ بالسُّنة المطهرةِ إلى مخالفةِ أهل البيت طعنًا عظيمًا على أهل البيت؛ لأنه جعلهم في جانبٍ والسُّنةَ في جانبٍ آخر، وجَعل بينهما عنادًا وتخالُفًا، فانظر هذا الشيعيَّ المحبَّ لأهل البيت القائمَ في نَشر مناقبهم، كان أولَ ما قرَّره من مناقبهم: النداءُ في الناس بأن مَنْ عَمِل بالسُّنة المطهَّرة، أو رواها، أو أحبَّها، فهو مخالفٌ لأهل البيت! وحاشا لأهل البيت أن يكونوا كما قال؛ فهم أحقُّ الأمةِ باتِّباعِ سُنةِ رسول اللَّه ﷺ، والاهتداءِ بهديه، والاقتداءِ بكلامه.
ولو كانوا كما قال هذا الجاهل لم يكونوا من أهل البيت؛ بل مِنْ أعداءِ الشريعةِ المطهَّرة، وأعداءِ اللَّه ورسوله ﷺ؛ فإنَّ مَنْ تظهَّر بمخالفةِ سُنةِ رسول اللَّه ﷺ فقد تظهَّر بمخالفةِ اللَّهِ وبمخالفةِ رسولِه ﷺ، وخَرج من حزبِ الحقِّ إلى حزبِ الباطل، ومِن نورِ الهدايةِ إلى ظُلمةِ الغواية، كائنًا من كان؛ فليس بعد هذا شيء.
ولقد رأينا هؤلاء الذين يَسخَطون على السُّنة المطهَّرة، ويُعادُون مَنْ اشتَغل بها، وعَكَف عليها، يَسمع أحدُهم في المساجدِ والمدارس علومَ الفلسفة وسائرَ العلومِ غيرِ الشرعية يقرؤُها الطلبةُ على الشيوخ، فلا يُنكرُ ذلك، و لا يرى به بأسًا! فإذا سمع:«حدَّثَنا فلانٌ عن فلان»، أو:«قال رسول اللَّه ﷺ»: كان هذا أشدَّ على سَمْعه من عِلم أرسطاطاليس وأفلاطون وجالينوس (١)؛ بل أثقلَ على سَمْعِه من فرعونَ وهامان.
(١) كلهم يونانيون؛ أما الأول فالفيلسوف الشهير، والثاني أستاذه، والثالث: من كبار أطبائِهم.