للطائفين، وبالجملة: فهي بلدة الله، وبلدة رسوله، وبلدة أصحابه الكرام، ومأوى جميع المؤمنين -جعلنا الله تعالى من صالحي أهلها-.
ولله درُّ ما قيل فيها:
أرضٌ بها البيتُ المقدَّسُ قبلةٌ ... للعالَمين له المساجدُ تعدلُ
حَرَمٌ حرامٌ أرضُها وصيودُها ... والصيدُ في كلِّ البلاد محلَّلُ
وبِها المشاعرُ والمناسِك كلُّها ... وإلى فضيلتِها البريةُ ترحلُ
وبها المَقامُ وحوضُ زمزمَ مُتْرَعًا ... والحِجْرُ والركنُ الذي لا يرحلُ
والمسجدُ العالي الممجَّدُ والصفا ... والمَشعرانِ لمن يطوفُ ويَرْمُلُ
وبمكةَ الحسناتُ يُضْعَفُ أجرُها ... وبها المسيء عن الخطيئة يغسلُ
يُجزى المسيء من الخطيئة مثلَها ... وتضُاعف الحسناتُ فيها تُقبلُ
ما ينبغي لكَ أن تفاخرَ يا فتى ... أرضاً بها وُلد النبيُّ المرسَلُ
بالشِّعْب دونَ الردم مسقطُ رأسه ... وبها نشا صلَّى عليه المرسِلُ
وبها أَقامَ وجاءه وحيُ السما ... وسرى به الملكُ الرفيعُ المنزلُ
نبوة الرحمن فيها أنزلَتْ ... والدينُ فيها قبلَ دينك أولُ
[٢ - فصل في أسمائها]
قد أتت لها أسماء جليلة جرى ذكرها في التنزيل، وكثرةُ الأسماء تدل على شرف المسمَّى، كما قيل في أسماء الله تعالى ورسوله، قال النووي: ولا يُعلم بلد أكثرُ أسماءً من مكة والمدينة، لكونهما أفضلَ بقاع الأرض، وذلك لكثرة الصفات المقتضية لها، انتهى.