للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنهما - فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب - قالها ثلاث مرات - لقد نهيتك عن ذا - قالها ثلاثا - لقد كنت صواما قواما تصل الرحم. قال: فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فاستنزله فرمى به في قبور اليهود، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أن تأتيه - وقد ذهب بصرها - فأبت، فأرسل إليها: لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فأتى رسوله فأخبره، فقال: يا غلام ناولني سبيبتي، فناوله بغلته (١) فقام وهو يتوقد حتى أتاها، فقال لها: كيف رأيت الله صنع بعدو الله، قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك، وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين: أجل لقد كان لي نطاقان، نطاق أغطي به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النمل، ونطاقي الآخر لا بد للنساء منه، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت ذاك. قال: فخرج.

وسكت عنه الحاكم والذهبي.

قلت: أخرجه مسلم (٢٥٤٥) كتاب (فضائل الصحابة) باب (ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، حدثنا يعقوب يعني ابن إسحق الحضرمي، أخبرنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة، قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى مر عليه عبد الله ابن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم، أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير. ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن


(١) كذا هي في المطبوع، وعند مسلم: نعليه، وهو الصواب.

<<  <   >  >>