تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. قال: فقال أروني سبتي فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك. بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذات النطاقين: أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا:"أن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قال: فقام عنها ولم يراجعها.
٣٣٠ - ٣/ ٥٥٥ (٦٣٤٧) قال: حدثني علي بن حمشاد العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق على أطم، فكان يطأطأ لي فأنظر إلى القتال، وأطأطأ له فينظر إلى القتال، فرأيت أبي يجول في السبخة، يكر على هؤلاء مرة، ويكر على هؤلاء مرة، فلما رجع قلت: يا أبت قد رأيتك، قال: أي بني وقد رأيتني؟ قلت: نعم، قال: قد جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم أبويه. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ولم يقل: ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقلت: أخرجاه: البخاري (٣٧٢٠) كتاب (المناقب) باب (مناقب الزبير بن العوام) قال: حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم" فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال: "فداك