أخرجه مسلم في صحيحه (١). انتهى المراد منه. قلت: وقد نبه الحافظ الذهبي - رحمه الله - على طائفة من ذلك أشرت إليها آنفا، وذكرت تعليقاته عند كل حديث استدركه، ولكنه لم يستوعبه.
فظهر أن الأوهام في المستدرك كثيرة منها:
أنه قال:
١ - صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، وقد خرجاه أو خرجه أحدهما.
٢ - صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وقد خرجه البخاري.
٣ - صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد خرجه مسلم.
٤ - صحيح ولم يخرجاه، وقد خرجه أحدهما أو خرجاه.
٥ - وأحيانا يقول: ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأجده فيهما أو في أحدهما بها. وربما قال مثلا: أخرجه مسلم أو البخاري مختصرا، ويكون الحديث مخرجا بتمامه.
٦ - ومنها ما سكت عنه وقد أخرجاه أو أخرجه أحدهما.
وهذه الست موضوع كتابنا هذا.
٧ - صحيح على شرطهما, وليس كذلك. فقد يكون صحيحا ولكنه ليس على شرطهما: إما على شرط أحدهما، أو صحيح ليس على شرط أحدهما. وقد استدرك الحافظ الذهبي عليه من هذا الباب طائفة؛ ومثاله: قال: ٢/ ٢٢١: (٢٨٧٥) حدثنا أبو جعفر محمَّد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسن بن الفضل، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف بن أبي جميلة، حدثنا يزيد الفارسي قال: قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من
(١) الحديث أخرجه الحاكم في كتاب العلم: ١/ ١٢٦، ١٢٧ (٤٣٧)، وأخرجه مسلم (٣٠٠٤).