يكن في القوم أصغر من الذي تزوج، فجاء إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستلق في المسجد، فقام عند رأسه كراهية أن يوقظه، فانتبه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله إن الذي أعطيتنا أحببنا أن تبعثه، فناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينه، وأخذ رداءه بشماله فوضعه على عاتقه، وانطلق يمشي حتى أتاها، فضربها بباطن قدمه، والذي نفس أبي هريرة بيده لقد كانت بعد ذلك تسبق القائد، وأنهم نزلوا بحضرة العدو وقد أوقدوا النيران فأحاط بهم، فتفرقوا عليهم وكبروا تكبيرة رجل واحد، وأن الله هزمهم وأسر منهم. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم من حديث شعبة، عن أبي إسماعيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رجلًا تزوج فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هلا نظرت إليها" فقط. وأبو إسماعيل هذا هو بشير بن سليمان، وقد احتجا جميعًا به. ا. هـ. كذا قال في إسناد مسلم، وقد رواه مسلم (١٤٢٤) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنظرت إليها؟ " قال: لا. قال:"فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا" كذا مختصرا، ثم قال: وحدثني يحيى بن معين، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئًا؟ " قال: قد نظرت إليها. قال:"على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه" قال: فبعث بعثا إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم.
قلت: فأوهم الحاكم في الإسناد، وكذا في قوله:"هلا نظرت إليها" فقط.
وقال: ٢/ ٣٠٣ (٣١٨٥) أخبرني أبو عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود بن حرب المقري، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله