ثم فطنت به، فأشار إلي أن أتزر بها، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"يا جابر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال:"إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه، وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك". هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ا. هـ. كذا قال، ووافقه الذهبي!
قلت: هو جزء من حديث جابر الطويل الذي أخرجه مسلم (٣٠٠٦: ٣٠١٤) كتاب (الزهد والرقائق) باب (حديث جابر الطويل، وقصة أبي اليسر) قال: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد، وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون قالا: حدثنا حاتم بن إسمعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، [فذكر قصة أبي اليسر] ثم قال: ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به ... فذكر الحديث، إلى أن قال جابر:(٣٠١٠) سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كانت عشيشية ودنونا ماء من مياه العرب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رجل يتقدمنا فيمدر الحوض فيشرب ويسقينا" قال جابر: فقمت فقلت: هذا رجل يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي رجل مع جابر" فقام جبار بن صخر، فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين، ثم مدرناه، ثم نزعنا فيه، حتى أفهقناه، فكان أول طالع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"أتأذنان؟ " قلنا: نعم يا رسول الله، فأشرع ناقته فشربت، شنق لها فشجت فبالت، ثم عدل بها فأناخها، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحوض فتوضأ منه، ثم قمت فتوضأت من متوضإ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب جبار ابن صخر يقضي حاجته فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي، وكانت علي بردة ذهبت أن أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي، وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين طرفيها، ثم تواقصت عليها، ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، ثم جاء جبار بن صخر فتوضأ، ثم جاء فقام عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقني وأنا لا أشعر ثم