للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: الأَمثال والأَقْوال.

خلَّف لنا أَسْلافُنا العربُ كمًّا هائِلًا من الأَمْثال السَّائرة، والأَقْوال البَليغةِ الَّتي كثيرًا ما يَعِنّ لنا التّمثلُ بها في مُناسباتٍ تشبهُ المناسباتِ الَّتي قِيلت فِيها. وتعدُّ بسببِ إيجازِها وسهولةِ حفظِها، وسرعةِ انْتشارِها أمثلَ تُراثٍ للأُمَّةِ وأَصْدقه. وأَجدُها -وإنْ أخذت حقَّها من الجَمعِ والتَّأصيلِ- لَمْ تَأخذ حقَّها من الاسْتِنطاقِ والتَّحليلِ.

وفي ظَنِّي أنَّها -بحكمِ جريانِها على الأَلْسنة بلا تَغْيير يُذْكر- مَتَى مَا أَخَذت حَظَّها من الدَّرسِ العميقِ سوف تَكْشفُ لنا عن أَبْعاد تُراثيَّة مُفيدة.

وبالعَوْدةِ إلى كتابِ "تحقيق الفوائد" نَجدُ أَنَّ نصيبَه من الأَمثالِ والأَقوال عشرون شَاهدًا (١)، جاءَ بعضُها شَاهدًا بلاغيًّا كقولِه (٢): "وإذا كان وجهُ الشَّبه أمرًا مُنْتزعًا من عدَّةِ أمور؛ نحو قولك: تقدِّمُ رجْلًا؛ أي: لإِرادة الذَّهاب، وتؤخِّر أُخرى لإرادة عدمه، للمتردِّد في الأمر".


(١) راجع الصفحات: (٢٨٢، ٢٨٦، ٣٠٣، ٣٣٣، ٣٦٧، ٣٩١، ٤٢٠، ٤٣٤، ٤٧٥، ٤٨٠، ٥١٠، ٥٤٤، ٥٥٦، ٦١٤، ٦٤٠، ٦٤١، ٦٦٢، ٧٣٥، ٧٧٨، ٨١١) قسم التَّحقيق.
ويلحظُ أَنَّ أحدَ الأَقوال تكرَّر ثلاث مرّات في أماكن مختلفة من الكتاب، بَيْنما ورد أَكثرُ من مثلٍ في صفحةٍ واحدةٍ.
(٢) ص: (٧٣٥) قسم التَّحقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>