للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا البيتُ مع البيتِ المتقدِّمِ موهمٌ (١) أنهما من منوالٍ واحدٍ؛ لكنّ الأمر بخلافه؛ لأن الأَوَّل من بحرِ الطويل، والثاني من الكامل، وأوّله:

لَوْ كنْتَ شَاهِدَنا غَدَاة لقائنا ... والخيلُ من تَحْتِ الفَوارسِ تنحط

المُزاوجة: أن يُزَاوجَ بين معنيين في الشّرطِ والجزاءِ؛ كقول البُحتري (٢):

إذَا مَا نهَى النَّاهِي فَلَجَّ (٣) بِيَ الهَوَى (٤)

أَي: اشتدَّ هواها فيّ إذ (٥) النَّاس حريصٌ على ما منع.

أَصَاخَتْ (٦) إِلى الوَاشِي فَلَجَّ بها الهَجْرُ


(١) في ب: "يوهم" والمعنى واحد.
(٢) البيت من الطويل. قاله الشَّاعر ضمن قصيدة يمدح بها الفتح بن خاقان. وأوّلها:
مَتَى لاحَ بَرْقٌ أَوْ بَدَا طَلَل قَفْرُ ... جرى مُسْتهِلٌّ لا بَكِيٌّ ولا نَزْرُ
لا ما ذكرَه الشّارحُ فيما بعد.
والبيت في ديوان الشَّاعر: (٢/ ٨٤٤)، وفي الموازنة -تحقيق: أحمد صقر-: (٢/ ٣٦).
واستُشهد به في دلائل الإعجاز: (٩٣)، نهاية الإيجاز: (٢٨٦)، المفتاح: (٤٢٥)، المصباح: (١٦٤)، والإيضاح: (٦/ ٣٤)، والتّبيان: (٤٩٦).
وهو في المعاهد: (٢/ ٢٥٥).
(٣) لجَّ: تمادى وأوغل. ينظر: اللسان (لجَّ): (٢/ ٣٥٣).
(٤) قوله: "فلجَّ بي الهوى" ورد ضمن كلام الشّارح في أ.
(٥) هكذا في الأَصْل، ب. وفي أ: "فإنّ" بدلًا من "في إذ".
(٦) في ب: "أَصاخ"، وهي رواية إحدى نسخ المفتاح؛ وتبعه فيها بعض من جاء بعدَه، كصاحب المصباح والتّبيان. وهي رواية مرجوحة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>