للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَمَا أبْرَقَتْ؛ -أي: صَارت داتَ بَرْقٍ- قَوْمًا عِطَاشًا غَمَامةٌ فلمَّا رأوها أقْشَعَتْ؛ -انْكَشَفت. وقشَعتُه: كَشَفْتُه وهو مثل: أكبَّ، وكبّ؛ لزُومًا وتعدِّيًا -وتَجَلَّت؛ أي: ظهرت (١). لكَثْرةِ التباسِ الوَصْفِ الحَقِيقيِّ بالاعْتِباريّ، وانْتزاعه من أَمْرين -مثلًا- مع وجوب الانْتزاع من أكثر؛ فتنْزع الوَصْفَ؛ الذي هو وجهُ التَّمثيل، مما لا يتمُّ المرادُ به؛ كالمصراع الأوّل، فتَقع عن غَرضِ الشَّاعر بمَعْزلٍ؛ لوجُوبِ (٢) انْتزاع وجهِ الشَّبهِ من مَجْموع البيتِ؛ وهو وصْلُ الابتداءِ المُطْمع بالانْتهاءِ المؤيسِ؛ لا الإطماع فقط.

النَّوعُ الرَّابعُ: في حالِ التَّشبيهِ؛ من كونهِ قَريبًا أَوْ غَريبًا، مَقْبولًا أَوْ مَرْدُودا.

مُقدِّماتٌ لا بدَّ مِن ذِكْرِها لتُرْشدك (٣) إلى كَيْفِيَّةِ سُلوكِ الطريقِ هُنَالك (٤):


(١) في ب وردت العبارة المتقدّمة هكذا:
"كَمَا أبْرقَت عِطَاشًا غَمَامةٌ ... فَلَمَّا رأوها أقشعت وتَجَلَّت.
أبْرقت، أي صارت ذا برقٍ. وأقْشَعت: انكشفت، وقشعته: كشفته، وهو مثل: أكبّ وكبّ لزومًا وتعدّيًا. وتجلّت: أي ظهرت".
(٢) في ب: "الوجوب" وهو تحريف بالزيادة.
(٣) في أ: "فترشدك".
(٤) في أ: "هناك".

<<  <  ج: ص:  >  >>