للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-؛ فولّدَ منه تهديدًا.

وتقول: (لا تمتثل أمري) (١)؛ لمن لا يمتثل. امتنع طلبُ تَرك الامتثالِ بحصولِه (٢)؛ فتوجّه النّهيُ إلى غير حاصلٍ مُناسبٍ له؛ نحو: لا تبالِ به ولا تلتفت إليه؛ فإنّه مُوجب للعقابِ؛ فولّدَ تهديدًا.

وكذا تقولُ: (يا مظلوم) لمقبلٍ عليك يتظلمُ (٣)، فامتنعَ توجُّهُ النِّداءِ إلى طلبِ الإقبال لحصوله؛ فتوجَّه إلى غيرِ حاصلٍ؛ مثل: زيادة الشَّكوى بمعونةِ قرينةِ الحالِ -وهي التَّظلُّمُ-، فولّدَ (٤) إغراءَ المتظلِّم وتحريضه.

ثم أنواعُه؛ أي: الطلب. خمسةٌ بحسبِ الاسْتقراءِ:

الأَولُ: التمنِّي. ولفظه (لَيْتَ)؛ أي: اللفظة الموضوعةُ له (ليت) وحدَها.

وأما (لَوْ) و (هلْ) فَلِمَا مرّ؛ أي: فإفادتهما (٥) معنى التَّمنِّي لما مرَّ في باب التّوليدِ (٦).

وأما (لولا) و (لوما) و (هلَّا) و (ألا) أي: حُرُوف التَّنديم


(١) مثال لامتناع إجراءِ النَّهي على أصله.
(٢) في أ، ب: "لحصوله".
(٣) في ب: "متظلم".
(٤) في أزيادة: "منه"؛ والسياق تام بدونها.
(٥) في أ: "فلإفادتها"
(٦) ينظر ص (٥٦٨ - ٥٦٩) قسم التّحقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>