للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثّاني: تلاميذه

لَمْ يَفْتَأ شيخُنا الكرمانيُّ -رحمه الله- يتضلعُ صنوفَ العلومِ والمعارف ويعبُّ من مَعينها الصَّافي حتَّى ارتوى وفَاضَ خيرُه عَلى غيره؛ فكان له تلاميذ أَبْرار يجتمعون إليه ويُفِيدون منه.

ويَذْكُرُ المترجمون له -في هذا الصَّددِ- أنَّه استوطنَ في نهايةِ تَطوافه بغدادَ، "وتصدَّى فيها لنَشْر العلم مدَّةَ ثلاثين سنة" (١).

ومع أَنها مدَّة تكفي لتَخريج أجيالٍ يُعجز المرءَ حصرُهُم -وهم بلا شك كذلك-، إلا أنّ ما حفظته المصادرُ لنا منهم عدد يسير ممن شُهِر فيما بعدُ، جَرْيًا عَلى عادة تلك المصادرِ الّتي لا تُنوّه من قربٍ أَوْ بعدٍ إلّا بأولئك الأَفْذاذ الذين فَرَضوا أَنْفسهم عليها.

ومنهم:

١ - ابنه يحيى: تقيُّ الدِّين، المعروف بابن الكِرمانيّ (٢).

ويعدُّ أبرزَ تلاميذِه، وأكثرهم إِفادةً منه، لملازمته له جل وقتهِ، يَقُولُ السَّخاويُّ (٣): "ولكن جلّ انتفاعه إِنَّما كان بوالدِه؛ فإِنَّه لازَمه سفرًا


(١) ينظر: الدرر الكامِنة: (٥/ ٧٧)، طبقات المفسِّرين: (٢/ ٢٨٦)، البَدر الطالع: (٢/ ٢٩٢).
(٢) ينظر ترجمته في: الضَّوء اللَّامع: (١٠/ ٢٥٩ - ٢٦١)، شذرات الذّهب: (٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، هديّة العارفين: (٢/ ٥٧٢).
(٣) الضّوء اللّامع: (١٠/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>