للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده والواردُ عقيبه أكثرَ تمكُّن وأَفْضله (١)؛ لما (٢) مرَّ غير مرَّة (٣): أنَّ المحصولَ بعد الطَّلب أعزُّ من المُنْساقِ بلا تعبٍ. ولذلك؛ أي: ولتمكُّن (٤) الواردِ أكثر تمكُّن. التُزِمَ تقديمُهُ؛ أي: تقديم ذلك الضَّمير -أي: ضمير الشَّأنِ الَّذي وضعَ موضعَ المُظْهر-.

ثمَّ إن الحكايةَ والخطابَ والغيبةَ ثلاثتها يُستعملُ كلٌّ مقامَ الآخر، أَوْ يُنتقلُ منه إليه؛ ويُسمَّى التفاتًا.

قال في "المفتاح" (٥): "واعلم: أن هذا النَّوع -أعني: نقلَ الكلامِ عن (٦) الحكايةِ إلى الغيبةِ- لا يختصُّ المسند إليه ولا هذا القدْر (٧)،


(١) يقول الإمام عبد القاهر الجرجانيّ -رحمه الله- في بيان مزيّة ذلك (دلائل الإعجاز: ١٣٢ - ١٣٣): "ومن ها هنا قالوا: إن الشَّيءَ إذا أُضمر ثُمَّ فُسِّر كان ذلك أفخم له من أن يذكر من غير تقدِمة إضمار ... ولم يكن ذلك كذلك إلَّا لأنّك تعلّمه إيّاه من بعد تقدمة وتنبيه؛ أنت به في حكم من بدأ وأعاد ووطد، ثم بنى ولوّح ثمّ صرّخ. ولا يخفى مكان المزيّة فيما طريقه هذا الطريق".
(٢) في أ: "كما".
(٣) راجع ما تقدّم ص (٢٩١) وص (٣٣٣) من قسم التّحقيق.
(٤) في الأصل: "وليتمكن". والصَّواب من أ، ب؛ لأنّ العلّة في تقديمه تمكنّه لا تمكينه.
(٥) ص: (١٩٩).
(٦) كذا -أيضًا- في مصدر القول. وفي أ: "من".
(٧) أي: النّقل من الحكاية إلى الغيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>