ومع أن التَّعريف المتقدّم مبني أصلًا على تعريف السَّكاكيّ -رحمه الله- إلا أنَّه اشتمل عليه وأحاط به إحاطة الرَّحم بالجنين، وكأنَّما تولّد تعريف السَّكاكيّ منه موضحًا له؛ إذ قال (المفتاح: ١٦٢): "وأمَّا علم البيان: فهو معرفة إيراد المعنى الواحد في طرق مُختلفة، بالزيادة في وضوح الدَّلالة عليه، وبالنقصانِ ليُحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطَابقة الكلام لتمام المراد". (١) في الأصل: "أي"، والصواب من: أ، ب. (٢) فالمعنى الواحد "كالجود" -مثلًا- يمكن أَن يُؤدَّى بطرق مختلفة في وضوح الدِّلالة عليه: فتارة يُؤدَّى بطريق التَّشبيه؛ فتقول: "محمّد كالبحر". وتارة يُؤدَّى بطريق الكناية؛ فتقول: "محمد كثير الرّماد". وتارة ثالثة بطريق الاستعارة، فتقول: "رأيت بحرًا في دارنا". (٣) ليس هذا الكلام على إطلاقه؛ "لكون (الخفاء) مردودًا أصلًا في البلاغة، وإن كان بعض مراتب الوضوح خفيّة بالنِّسبة إلى ما هو أوضح منه، وما قيل: إنّما أهمل الخفاء لانفهام مراتبها من مراتب الجلاء -إنْ أراد قائله مراتب الخفاء الحقيقيّ فغير صحيح، وإن أراد مراتب الخفاء الإضافيّ -كما ذكرناه- فصحيح لكنّه لم يهملها؛ إذ هي داخلة في مراتب الجلاء". شرح الفوائد الغياثية. طاش كبرى زاده: (١٥). (٤) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبت من: أ، ب. وقد سقط من العبارة المثبتة قوله: "إذا علم" من أ، كما سقطت كلمة: "أيضًا" في نهاية العبارة من ب.