للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهي (١): بطريق التَّمثيلِ، أو الكناية، أو الاستعارةِ، أَوْ غيرها (٢). [وإنّما أهملَ ذكرَ الخفاء؛ لأنه إذا عُلم مراتب العبارات في الجلاء عُلم مراتبُها في الخفاء - أيضًا (٣)] (٤).


= (الإيجي والكرماني)؛ استدرك التّلميذ بقوله: "الدّالة على معنى واحد"، ما غفل عنه إيجاز الشيخ: "معرفة مراتب العبارات في الجلاء"؛ فغدا بذلك قريبًا من أَن يكون جامعًا مانعًا مع جمال العبارة وحسن الصياغة. وكان الأَجْدر بهما أن ينصَّا على قيد "بحسب الدَّلالة"، ليحترز به عن المعاني والمفردات المترادفة.
ومع أن التَّعريف المتقدّم مبني أصلًا على تعريف السَّكاكيّ -رحمه الله- إلا أنَّه اشتمل عليه وأحاط به إحاطة الرَّحم بالجنين، وكأنَّما تولّد تعريف السَّكاكيّ منه موضحًا له؛ إذ قال (المفتاح: ١٦٢): "وأمَّا علم البيان: فهو معرفة إيراد المعنى الواحد في طرق مُختلفة، بالزيادة في وضوح الدَّلالة عليه، وبالنقصانِ ليُحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطَابقة الكلام لتمام المراد".
(١) في الأصل: "أي"، والصواب من: أ، ب.
(٢) فالمعنى الواحد "كالجود" -مثلًا- يمكن أَن يُؤدَّى بطرق مختلفة في وضوح الدِّلالة عليه: فتارة يُؤدَّى بطريق التَّشبيه؛ فتقول: "محمّد كالبحر".
وتارة يُؤدَّى بطريق الكناية؛ فتقول: "محمد كثير الرّماد".
وتارة ثالثة بطريق الاستعارة، فتقول: "رأيت بحرًا في دارنا".
(٣) ليس هذا الكلام على إطلاقه؛ "لكون (الخفاء) مردودًا أصلًا في البلاغة، وإن كان بعض مراتب الوضوح خفيّة بالنِّسبة إلى ما هو أوضح منه، وما قيل: إنّما أهمل الخفاء لانفهام مراتبها من مراتب الجلاء -إنْ أراد قائله مراتب الخفاء الحقيقيّ فغير صحيح، وإن أراد مراتب الخفاء الإضافيّ -كما ذكرناه- فصحيح لكنّه لم يهملها؛ إذ هي داخلة في مراتب الجلاء". شرح الفوائد الغياثية. طاش كبرى زاده: (١٥).
(٤) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبت من: أ، ب. وقد سقط من العبارة المثبتة قوله: "إذا علم" من أ، كما سقطت كلمة: "أيضًا" في نهاية العبارة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>