للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتعيين مَا هو أصلٌ لها وسابقٌ في الاعتبار (١)، ثم حَمل مَا عَدا ذلك عليه؛ بناء على موجب المساق.

والسَّابقُ في الاعتبارِ -في كلامِ العربِ- شيئان: الخبرُ، والطلبُ المنحصرُ بحُكمِ الاستقراءِ في الأبواب الخمسة؛ الّتي هي: التَّمنِّي، والنِّداء، والأمْر، والنَّهي، والاسْتِفْهام، وما سوى ذلك نتائج امتِناع إجراء الكلام على الأصل (٢)؛ هكذا قال السَّكاكيُّ (٣)، والمصنِّفُ تلا تِلْوه (٤) فيه؛ لكنَّ التَّقسيمَ الحقَّ عندَه رُباعيٌّ؛ لأن الكلامَ لا بُدَّ له من فائدة؛ فحصولها إمَّا من المتكلم، وإِمَّا من المخاطَب، وعَلى التَّقدِيرين؛ إمَّا أن تَحصُل في


= ومراده: إدراج جميع التَّراكيب تحت إطارٍ ضابط يَشْملها.
(١) أي: في النَّظر.
(٢) قوله: "وما سوى ذلك نتائج ... " أي: ما سوى الخمسة متفرّع عليها بواسطة إجراء الكلام على خلاف الأصل.
وما سوى الخمسة: كالاستبطاء في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} [الحديد: ١٦]، والتّسوية في قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} [البقرة: ٦]، والتنبيه أو التقرير في قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦)} [الضحى: ٦]، والتحضيض في قوله تعالى: {ألا تُقَاتِلُونَ} [التوبة،: ١٣]، والتّوبيخ في قوله تعالى: {أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي} [النمل: ٨٤].
(٣) المفتاح: (١٦٣ - ١٦٤) بتصرف يسير.
(٤) أي: اتَّبع مسْلَكه؛ يقال: "فلان يتْلو فُلانًا؛ أي: يَحْكيه ويَتْبع فعله". اللّسان: (تبع): (١٤/ ١٠٤)، وينظر: معجم مقاييس اللغة: (١/ ٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>