للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرْسل عيسى - عليه السلام - إلى أهلِ أَنْطَاكِيةَ (١) اثنين: شَمْعُون، ويُوحَنَّا؛ فكذَّبُوهُما؛ فقوَّاهُما برسول ثالثٍ هو بُولِسْ (٢)، أَوْ حَبيب النَّجَّار، فقالُوا: {إِنَّا إِلَيْكُمْ مرْسَلُونَ}، فأنْكَرُوا (٣) بقولهم: {مَا أَنتُمْ إلا بَشَرٌ} (٤) الآية؛ فأَجَابُوا بقَوْلهم: {رَبُّنَا يَعْلَمُ} (٥) الآية. وَلَمَّا كانت الآيةُ مشتملةً على تكذيبِ الرُّسلِ من ثَلاثة أوجهٍ (٦)


(١) أنْطاكية -بالفتح، ثمّ السّكون، واليَّاء مخفّفة-: مدينة من الثّغور الشّاميّة، شُهرت بطيب هوائها، وعذوبة مائها، وكثرة خيراتها. حاصرها أبو عبيدة بن الجرّاح وصالحَ أهلَها على الجزية.
ينظر: معجم ما استعجم، لأبي عبيد البكري: (١/ ٢٠٠)، ومعجم البلدان؛ لياقوت الحمويّ: (١/ ٢٦٦ - ٢٧٠).
(٢) هكذا في الأصل. وفي أ: "فولس". وفي ب: "يونس".
(٣) في ب: "وأنكروا".
(٤) سورة يس: من الآية ١٥. وفي أ: {مَا أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وسيأتي تمام الآية ضمن ذكر الآيات قريبًا.
(٥) في أ: أُتّمت الآية كاملة: {رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ}.
ولمزيد إيضاح نسوق الآيات كاملة؛ قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إلا تَكْذِبُونَ (١٥) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} [يس: ١٣ - ١٦].
(٦) الوجه الأوّل: قوله: {مَا أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ مِثْلُنَا}، والوجه الثَّاني: قوله: {مَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ}، والوجه الثّالث: قوله: {إِنْ أَنتُمْ إلا تَكْذِبُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>