(٢) القصَّةُ بلفظ قريب جدًّا من هذا في الكشَّاف: (١/ ١٩٧) ولم أعثر في كتب الحديث على ما يدلُّ أن هذه القصَّة وقعت يوم بدر -كما هو الحال عند المفسّرين- بل إِنَّ ثَمَّة روايات متقاربة ورد بعضها في صحيح مسلم: (٣/ ١٤٠٢) وبعضها في مسند الإمام أحمد: (٧/ ٣٥٤ - ٣٥٥) وبعضها في مسند الدّارميّ: (٢/ ٢٨٩، ٢٩٠) تدلّ على أنَّ تلك الرّمية كانت يوم حنين. وهذا ما أكَّده الطِّيبيُّ في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الرَّيب "مخطوط" رسالة دكتوراة بالجامعة الإسلامية: (٣٣٠) إذ قال: "لم يذكر أحد من أئمّة الحديث أنّ هذه الرّمية كانت ببدر". غير أنَّ ابن حجر العسقلانيّ -رحمه الله- في كتابه: الكافي الشَّافي في تخريج أحاديث الكشّاف "طبع مستقلا عقب تفسير الكشّاف في طبعة دار المعرفة"- علّق على قول الطِّيبيّ رادًّا له؛ فقال ص (٦٨): "وهو تعقيب غير مرضيّ". ثم ذكر ما يؤكّد أنّ هذه القصّة وردت ببدر مستشهدًا بعدّة روايات وردت عند الواقديّ والطّبريّ. ينظر: الصّفحة السّابقة. والحقُّ: أنَّ تلك الرّوايات -وإن قويت بمجملها وتعدُّد طرقها- لا تخلو من ضعف أو انقطاع. ومع ذلك لا أرى مانعًا من الجمع بين الرَّأيين؛ بأنَّ هناك رميتين إحداهما وقعت منه صلى الله عليه وسلّم يوم بدر، والأخرى يوم حنين. والله أعلم. ينظر تلك الرِّوايات في مغازي الواقديّ: (١/ ٨٠ - ٨١)، وتفسير الطّبري: (٣/ ٤٤٤)، وسيرة ابن هشام: (٢/ ٦٦٨). وفي مسند الإمام أحمد: (٤/ ٤٨٧)، (٥/ ٤٤٢)، وابن حبّان: (٦٥٠٢)، وأبو نعيم في الدَّلائل: (١٣٩)، والبيهقيّ في الدّلائل: (٦/ ٢٤٠) -أنّ هذه =